اختتم المؤتمر السابع لشعبة الإمارات لطب الأسرة فعالياته بدبي، مسجلاً حضوراً لافتاً من قبل نخبة من الشخصيات القيادية في الهيئات الصحية بدولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط إلى جانب الخبراء والأطباء والمعنيين بقطاع الرعاية الصحية وطب الأسرة.
وشهد المؤتمر على مدار أيامه الثلاثة انعقاد مجموعة كبيرة من الجلسات الحوارية والنقاشية التي شددت على أهمية الوقاية من الأمراض والتشخيص المبكر، وتناولت أيضاً دور التقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي والميتافيرس في تشخيص الأمراض، ووضع الخطط العلاجية الشخصية الملائمة لحالة كل مريض على حدة. واجتمع أيضاً على هامش المؤتمر رؤساء جمعيات طب الأسرة في دول مجلس التعاون الخليجي، وتولت دولة الإمارات مهمة تنسيق العمل والتعاون وحشد الجهود بين دول الخليج العربي في إطار الجمعية الخليجية لطب الأسرة. وذلك في ظل حرص الدولة الدائم على ترسيخ ريادتها في القطاع الصحي وتعزيز التعاون المشترك في مختلف مجالات الرعاية الأولية.
وسلط المؤتمر الضوء على أهمية هذه التقنيات في تشخيص وعلاج الأمراض المزمنة، لاسيما السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي وسرطان الثدي وغيرها، وقدرتها على جمع بيانات المرضى لتأسيس قاعدة بيانات شاملة تمثل مرجعاً لممارسي الرعاية الصحية وتمكنهم من التنبؤ بالأمراض قبل حدوثها وتجنب المضاعفات، وتدعم الباحثين في إجراء الدراسات الطبية المثمرة، مستشهداً بقدرة التطورات التقنية في تحديد وصول المرضى لمرحلة ما قبل السكري، وبالتالي وضع الخطط الوقائية اللازمة التي تحميهم من الإصابة بالمرض.
وركز المؤتمر أيضاً على ضرورة تأسيس البرامج التوعوية التي تمد أفراد المجتمع بالمعلومات الموثوقة حول سبل تجنب الإصابة بالأمراض عبر خيارات أنماط الحياة الصحيحة، وتطرق إلى دور الفحوصات الدورية لدى أطباء الأسرة في تجنب الإصابة بالعديد من الأمراض، وتشخيص بعض الأمراض الأخرى في وقت مبكر بشكل يعزز من كفاءة العلاج ويحمي المرضى من تفاقم مرضهم وتعرضهم للمضاعفات.
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة وديعة الشريف رئيس شعبة الإمارات لطب الأسرة: “نفخر بالنجاح اللافت الذي حققه المؤتمر السابع لشعبة الإمارات لطب الأسرة، إذ استقطب نخبة من الخبراء والقادة والمعنيين في قطاع الرعاية الصحية الأولية الذين تفاعلوا ضمن حوارات بناءة وألقوا الضوء على أحدث التطورات في مجال طب الأسرة والرعاية الصحية عموماً والتي تساعد الأطباء في تشخيص الأمراض والوقاية منها. وشددوا أيضاً على دور طب الأسرة في توفير الوقت والجهد والتكلفة في قطاع الرعاية الصحية الأولية، لاسيما في ضوء دور أطباء الأسرة في التعرّف على الأمراض وتقديم العلاجات لها، وإحالة المريض عند الحاجة للأخصائي المناسب بشكل دقيق”.
من جانبه قال الدكتور محمد فرغلي رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر ورئيس اللجنة العلمية لشعبة الإمارات لطب الأسرة: “تمحور مؤتمرنا لهذا العام حول الضرورة الحيوية لتبني أحدث التقنيات، بما يشمل الذكاء الاصطناعي والميتافيرس، في مجال طب الأسرة وقطاع الرعاية الصحية عموماً، انطلاقاً من قدرتها على دعم ممتهني الرعاية وأطباء الأسرة وتمكينهم من تعزيز كفاءة القرارات العلاجية، وتزويدهم بأدوات تشخيصية متطورة تساعدهم في الارتقاء بمستويات الرعاية المقدمة للمرضى. كما تنطوي هذه التقنيات أيضاً على أهمية رئيسية في الوقاية من الأمراض والتنبؤ بها قبل حدوثها، مع قدرتها على جمع البيانات الدقيقة، وتعزيز سهولة الوصول إليها عند الحاجة، بشكل يقود إلى نموذج مبتكر للرعاية يجمع بين قدرات التقنيات المتطورة والمهارة البشرية. ولاشك أن المؤتمر حقق نجاحاً لافتاً وقدم منصة هامة لممتهني الرعاية الصحية والمعنيين بمجال طب الأسرة لتبادل المعلومات والتعرّف على أحدث التوجهات. ونتطلع قدماً لانعقاد نسخه المقبلة لمواكبة كل جديد ومواصلة ترسيخ تميز الرعاية المقدمة للمرضى”.
ويواصل مؤتمر شعبة الإمارات لطب الأسرة تحقيق نجاح لافت عاماً تلو الآخر، في ظل حرصه على الارتقاء بقطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات والمنطقة، بما ينسجم مع توجّه الدولة نحو الذكاء الاصطناعي والخدمات الطبية الرقمية، حيث وضعت وزارة الصحة ووقاية المجتمع خطة شاملة لدمج الذكاء الاصطناعي بنسبة 100 % في الخدمات الطبية، بما يتماشى مع استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، ومئوية الإمارات 2071 لإحداث تحول في مجال الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.
COMMENTS