بقلم: سومانث كابور، رئيس «في إف إس غلوبال» في السعودية والبحرين وعُمان
شهد شهر يونيو 2021 المزيد من التسهيلات لعشاق السفر في جميع أنحاء العالم، حيث بدأ الحد من قيود التنقل مع احتمالية إلغائها كلياً، ما أدى إلى تحول موسم هذا العام، ليصبح أكثر فصول الصيف ازدحاماً في قطاع السياحة والسفر. وعلى الرغم من استمرارية انتشار فايروس كوفيد-19 وتطوره عبر ظهور متغيرات جديدة، ما يجبر البلدان على إعادة وضع تدابير صحية مستحدثة عند الضرورة، إلا أن الطلب على حجز تذاكر السفر العالمية ما زال مستمراً في الارتفاع. وبناء على ذلك، شهدت مراكزنا لتقديم طلبات الحصول على التأشيرات حول العالم، نمواً في أعداد الطلبات بنسبة تزيد عن 100% بين يناير ومايو 2022، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وشهدت مراكز تقديم طلبات الحصول على التأشيرة في المملكة العربية السعودية وحدها، ارتفاعاً في حجم الطلبات يفوق أرقامنا خلال الفترة ذاتها من العام 2019، ومن المتوقع أن يستمر الإقبال في التصاعد حتى بعد انتهاء موسم الصيف، حيث يمكن أن يتجاوز الطلب على السفر، الأرقام القياسية التي شهدتها مواسم الذروة خلال السنوات الماضية في مرحلة ما قبل الوباء. وتعتبر طلبات الحصول على تأشيرات شنغن الأعلى على الإطلاق، فمنذ الإعلان عن الإعفاءات الإلكترونية للتأشيرة للمواطنين السعوديين، قدمت «في إف إس غلوبال» خدمات لتقديم المساعدة والتوجيه للمتقدمين بطلبات الحصول على هذه الإعفاءات على نحو واسع النطاق.
في حين حافظت خدمات الحصول على جوازات السفر، خاصة من مواطني الهند والفلبين وسريلانكا على استقرارها.
أضف إلى ذلك رؤية ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز لجعل المملكة مركزاً عالمياً يربط بين ثلاث قارات: آسيا وأوروبا وأفريقيا، ما أدى إلى تعزيز حركة السفر من وعبر المملكة العربية السعودية ونموها باطراد!
الحفاظ على المرونة
كانت المرونة هي السر وراء استدامة الشركات أثناء تفشي الوباء، حيث بات تعديل الخدمات لتلبية طلبات العملاء مع الحفاظ على إرشادات الصحة والسلامة حجر الزاوية في أي قطاع يتم في إطاره التواصل مع العملاء.
وقد قمنا في المملكة العربية السعودية، بصياغة نموذج أعمالنا لجعل خدماتنا أكثر سهولة وراحة للمتعاملين أثناء انتشار الوباء، وأطلقنا مجموعة من الشراكات مع الغرف التجارية لإنشاء مكاتب لنا في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجازان ونجران والقصيم والخرج والجوف، حيث تزور فرق عملنا هذه المواقع على أساس أسبوعي لتقديم خدماتنا عند الطلب، وتمكين الموظفين من تقديم طلبات الحصول على التأشيرات وجوازات السفر واستلامها.
كما أسسنا مراكز لتوفير خدمات جوازات السفر والخدمات القنصلية للمتعاملين من التابعيات الهندية والفليبينية في 11 مدينة عبر المملكة، وتشمل مناطق تبوك وينبع وبيشة والباحة والقنفذة والطائف بالمنطقة الغربية والهفوف وحفر الباطن وعرعر والخفجي والقريات بالمنطقة الوسطى والشرقية. ونقوم في الآونة الأخيرة بتوفير هذه المراكز في المؤسسات التي توظف أعداداً كبيرة من القوى العاملة الأجنبية، مثل المستشفيات وشركات البناء وغيرها من الجهات الأخرى.
تعزيز الثقة
أدى الاهتمام المتزايد بشؤون الصحة والسلامة أثناء انتشار الوباء، إلى تعزيز أهمية اعتماد التقنيات الرقمية وتقنيات إنجاز العمليات بدون تماس ونهج إنجاز الأعمال بشكل منفرد. وتماشياً مع هذه الفلسفة، قدمنا خدمات مثل فحص المستندات رقمياً والتي توفر للمتعاملين القدرة على التحقق من صحة المستندات قبل زيارة مركز طلبات الحصول على التأشيرة، لتوفير تجارب أكثر سهولة بأقل وقت ممكن.
كما شهدت خدمة طلب الحصول على تأشيرة على عتبة بابك إقبالاً واسع النطاق خلال هذه الفترة، حيث وفرت للمتقدمين مزايا الراحة عند تقديم طلبات الحصول على التأشيرات في الموقع الذي يختارونه. ويستمر الطلب على هذه الخدمة في الارتفاع، حيث ارتفع هذا العام بنسبة 20% مقارنة بالمستوى الذي تم تحقيقه عام 2019.
استشراف المستقبل
سيظل الابتكار مفتاحاً لضمان نمو واستمرارية الأعمال، لا سيما في القطاعات المشابهة لقطاعنا. وتحرص الحكومات على اعتماد التقنيات الجديدة التي توفر تجارب أكثر سلاسة للمتعاملين، بالإضافة إلى الكفاءات التكنولوجية المناسبة وعروض القيمة التي ستلعب دوراً حيوياً في تسريع التوجه لتبني خدمات التعهيد وتعزيز عمليات التنقل عبر الحدود.
COMMENTS