انتهى اليوم اجتماع الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية، التي تمثل حوالي 500 نادي كرة قدم أوروبي، بإعادة انتخاب السيد ناصر غانم الخليفي بالإجماع رئيساً لدورة جديدة تمتدّ لأربع سنوات 2023-2027، بعد اجتماع المجلس التأسيسي.
وحضر اجتماع الجمعية العمومية الثلاثين، المنعقد في العاصمة الألمانية برلين، ألكسندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، إلى جانب جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي حضر عبر الإنترنت، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات البارزة في المشهد الرياضي. وتطرّقت النقاشات إلى التقدم الذي تمّ إحرازه خلال العامين الماضيين، ومذكرة التفاهم الجديدة والهامة بين رابطة الأندية الأوروبية والاتحاد الأوروبي لكرة القدم، إلى جانب تسليط الضوء على الخطط المقبلة لرابطة الأندية الأوروبية.
وتعليقاً على أحداث العامين الماضيين، قال السيد ناصر غانم الخليفي: “انعقد اجتماع الجمعية العمومية لفريق الإدارة في فندق بريزيدنت ويلسون في جنيف قبل عامين من اليوم. كما توجب علينا ارتداء الأقنعة الواقية من كوفيد-19 لمدة سنة ونصف وإقامة اجتماعاتنا عن طريق الفيديو والهاتف والحفاظ على التباعد. وانطلاقاً من إدراكنا أن كرة القدم أكثر من مجرد رياضة، قمنا بتسخير ملاعبنا لتخزين المواد الاستهلاكية وخدمة مدننا، كما وجدنا العديد من الطرق للبقاء على تواصل مع المشجعين رغم قيود التباعد المفروضة آنذاك. ونجحنا في توحيد جهودنا بدلاً من الاستسلام للظروف، لتتمكن لاحقاً رابطة الأندية الأوروبية من تحديد المسار الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.
ومنذ ذلك الحين، نجحنا بتنظيم العديد من اجتماعات الجمعية العمومية واجتماعات مجلس الإدارة وفعاليات التبادل الشبابية وورش العمل وفعاليات تعزيز التواصل في أكثر من 25 دولة في جميع أنحاء أوروبا. كما تمكنا من استضافة قمة الاستدامة المالية الأولى لرابطة الأندية الأوروبية في سويسرا، بالإضافة إلى أول قمة لكرة القدم للسيدات على الإطلاق في لندن، والتي شكلت علامة فارقة في عالم كرة القدم النسائية”.
وبإلهامٍ من تجربته الشخصية، تحدث السيد الخليفي: “أودّ الحديث بشفافية من القلب بصفتي من دولةٍ صغيرة مثل قطر؛ أنا مدركٌ تماماً ما الذي يعنيه شعور أن تكون غريباً يُستهان بإمكانياته ولا يتمّ تقديرها على النحو الواجب، إلّا أنه يحمل طموحاتٍ كبيرة على الرغم من ذلك. وهذا ما يدفعني إلى تشجيع رابطة الأندية الأوروبية على دعم الأندية الصغيرة والأندية الأخرى التي تحمل أحلاماً كبيرة. وأدعو الجميع اليوم إلى عدم الاستسلام أو السماح لأحد بالوقوف في وجه طموحاتهم، بل مواصلة العمل الجاد والثقة بأهدافهم. وأؤكد بأنّ أي نادٍ من أي حجم يمتلك هنا منصةً لمشاركتنا أفكاره مهما بلغ حجم التحديات التي يواجهها، إذ تحمل رابطة الأندية الأوروبية طموحات جماعية تجمع كلّ أقسامه الفرعية لنعمل سويةً على تعزيز نمو كرة القدم الأوروبية”.
وتابع السيد الخليفي: “قطعنا شوطاً طويلاً خلال الدورة الماضية، حيث لحظنا تحولاً كبيراً في الدور الذي تلعبه الأندية بالقرارات ذات العلاقة بكرة قدم الأندية الأوروبية. ويسعنا اليوم القول بأنّنا مؤسسة ديناميكية وديمقراطية شاملة تسعى إلى إحداث تأثير حقيقي يمنح الأكثرية الصوت بدلاً من الأقلية”.
وحول الفترة التي قضاها مع رابطة الأندية الأوروبية والعلاقة المستمرة مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، صرّح السيد الخليفي: “تعدّ شراكتنا مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في غاية الأهمية، إذ نناقش جميع القضايا بشكلٍ بناء حتى لو لم نكن متفقين دائماً لنبحث عن حلولٍ من خلال الحوار وإيجاد نقاطٍ مشتركة للتفاهم. ويُسعدني إبلاغكم أنّه، وبفضل الرئيس شيفرين وزملائنا في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، قد وقعنا هذا الصباح مذكرة تفاهم جديدة مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والتي ترسم طريقنا إلى عام 2030 بوصفنا الممثل الوحيد للأندية الأوروبية في أوروبا والعالم. وأرغب التوضيح هنا بأننا كأندية لدينا التزامات بموجب مذكرة التفاهم الخاصة بنا، ويجب علينا جميعاً احترامها”.
أمّا حول برنامج مزايا الأندية المتفق عليه بين الفيفا ورابطة الأندية الأوروبية، أفاد السيد الخليفي: “يُعد 73% من اللاعبين المشاركين في كأس العالم FIFA قطر 2022™ من أنديتنا الأوروبية. ويُمكننا ملاحظة بأنّ الأندية لم تتلقَ شيئاً خلال كأس العالم في ألمانيا 2006، في حين حازت الأندية على 40 مليون دولار في جنوب أفريقيا عام 2010 بعد إنشاء رابطة الأندية الأوروبية. وبعد مفاوضاتنا الطويلة والصعبة مع FIFA، تضاعفت فوائد أنديتنا، وسيتم اليوم توزيع 355 مليون دولار على الأندية في جميع أنحاء العالم، أي أكثر من 70% أكثر من كأس العالم الأخيرة، خلال كلٍّ من نهائيات كأس العالم 2026 و2030″.
وحول رابطة الأندية الأوروبية نفسها، أردف السيد الخليفي: “شهدنا زيادات بنسبة 89%+ و73%+ في مسابقات الأندية الأوروبية لأندية القسم الفرعي 3 والقسم الفرعي 4 منذ الدورة الماضية، من خلال وضع المصالح الجماعية فوق المصالح الفردية. وحصلت زيادة بنسبة 25% في الجوائز المالية الخاصة بالدوري الأوروبي ودوري المؤتمر الأوروبي. ومن خلال العمل على علاقاتنا في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم، شهدنا استفادة 440 نادي و837 لاعب حول العالم من برنامج مزايا الأندية بالتعاون بين الفيفا ورابطة الأندية الأوروبية، بما فيها أندية من خارج أوروبا. كما استخدمنا إمكانات جميع أنديتنا ومدى وصولها، من خلال اعتبار كرة القدم أكثر من مجرّد رياضة، لإحداث فارق حقيقي على نطاقٍ واسع في المجتمع. وأثبتنا بأنه يمكننا العمل معاً من أجل المجتمعات في أوكرانيا وتركيا وسوريا، ونؤكد اليوم جهود رابطة الأندية الأوروبية المتواصلة لتعزيز مسؤوليتها اتجاه المجتمع”.
وفي حديثه حول المستقبل، قال الخليفي: “سنعمل على توسيع مجلس الإدارة وإرساء لجنة تنفيذية تحظى بتمثيلٍ ومسؤوليات أكبر لتتحلى بكفاءة أكثر من أي وقت مضى. وسيكون لدينا عضوية أوسع وفلسفة جديدة لن تجعل رابطة الأندية الأوروبية تمثل الأندية التي تلعب في أوروبا فحسب، بل الأندية الأوروبية أيضاً، ما يتيح لنا التوسع بكلّ اتجاه في مجال كرة القدم الاحترافية. ومن جهةٍ أخرى، سيكون لدينا موارد وتمويل أفضل يتناسب مع أهدافنا. وعلى الرغم من كوني عادة أول شخص يحاول الضغط على فريق الإدارة للمطالبة بالمزيد لصالح أعضائنا بسرعة أكبر، لكن تجدر الإشارة إلى إمكانيات الرابطة المتميزة في إنجاز الكثير مقابل ميزانية محدودة”.
كما أوضح السيد الخليفي: “ستعود جهود رابطة الأندية الأوروبية بالنفع على الجميع بلا استثناء، وسنحرص على مواصلة النمو بدون التأثير على غيرنا من الجهات المشروعة؛ بل بالتعاون مع شركائنا وجمهور الأندية الأوروبية. كما نطمح إلى إحداث فارقٍ حقيقي كل يوم، بما في ذلك تقديم خدمات متميزة لأعضائنا”.
COMMENTS