بعد قرار منع تحمية الإطارات في فئة “سيارات لومان التجريبية ٢” (LMP2) للموسم 2023 من بطولة العالم لسباقات التحمّل التي ينظمها الاتحاد الدولي للسيارات “فيا” (FIA)، تتوقّع شركة جوديير توافر فرص جديدة للفرق المشاركة كي تعدّل استراتيجياتها لخوض هذه السباقات. ومن المنتظر أن يشهد هذا الموسم، وهو الثالث الذي يقام برعاية جوديير كمورّد حصري للإطارات في هذه الفئة، تنافساً لم يسبق له مثيل في فئة سيارات لومان التجريبية ٢.
هذا وتعود بطولة العالم لسباقات التحمّل هذا العام في موسم جديد من المنافسة على أعلى مستوى. وفي الفئة LMP2، توفر مواصفات موحدة لكل من الإطارات الملساء والإطارات المخصصة للطرق المبللة كي تستخدم طوال الموسم في مجموعة متنوعة من مضامير التسابق.
وكانت شركة جوديير قد قرّرت في العام 2022 إلغاء الإطارات المتوسطة من تشكيلتها بهدف تخفيض العدد الإجمالي من الإطارات المستعملة في سباقات نهاية الأسبوع. ولم يكن هذا ممكناً لولا قيام جوديير بتوسيع نطاق تشغيل الإطارات المخصصة للطرق الجافة والطرق المبللة على السواء باستخدام مركّبات مطاطيه خاصه متعددة الإستخدامات وتصاميم أكثر تنوعاً للإطارات من السابق. ويعتبر منع تحمية الإطارات خطوة أخرى نحو جعل البطولة أكثر استدامةً، مع توفير تحدٍ جديد للفرق في خوض غمار السباقات.
ويشمل هذا الموسم سبع حلبات في ثلاث قارات، إذ يبدأ من مضمار سباقات سيبرينغ التاريخي يوم 17 مارس على أن ينتهي تحت الأضواء الكاشفة لمضمار مملكة البحرين يوم 4 نوفمبر. ورغم أنّ معظم الحلبات على جدول السباق لها أهمية تاريخية مماثلة، فإنّ التحديات التي تواجه السائقين والفرق والإطارات لا يمكن أن تكون أكثر تنوعاً مما هي عليه هذا الموسم.
ويتميّز سباق لومان 24 ساعة والذي يحتفل بالذكرى المئوية لإطلاقه هذا العام، بالتحدي المتمثل في المنافسة حتى وقت متأخر من الليل، حيث يمكن أن تكون لإدارة مهام الفريق الدور الحاسم في تحديد الفائز والخاسر. وفي الوقت نفسه، تطرح درجة الحرارة المرتفعة في مملكة البحرين مجموعة مختلفة من التحديات، إذ أنّها قد تتجاوز على المضمار مستوى 50 درجة مئوية.
التوقف عن تحمية الإطارات
أكبر تغيير في القواعد يواجه السائقين هذا العام هو التوقف عن تحمية الإطارات. وهذه الخطوة هدفها جعل البطولة أكثر استدامةً، لكنّ من المتوقّع أن تكون لها تأثير كبير على حركة المتسابقين على المضمار.
مدير برنامج سباقات التحمل في جوديير للسباقات، مايك ماكجريجور، أوضح كيفية تأثير هذا التعديل في الأنظمة على السباقات قائلاً: “إنه تحدٍ جديد ومثير للسائقين والفرق على حد سواء ويجب التعامل معه. ومن وجهة نظرنا، من المحتمل أن يخلط هذا التغيير حظوظ الفرق في الميدان بين سباق وآخر ويزيد من الفرص الإستراتيجية.”
وأضاف: “سوف يختلف تأثير هذا التغيير بشكل كبير من مضمار إلى آخر. ففي الأجواء الأكثر دفئاً، مثل سيبرينغ والبحرين، يفترض أن تصل الإطارات إلى نطاق التشغيل الأمثل في غضون دورتين. غير أنّه سيكون هناك فرق أكبر في سباقات الحلبات الباردة. وسيحتاج السائقون إلى موازنة زيادة سرعة الإطارات في الدورات القليلة الأولى لضمان استقرار ضغط الهواء في الإطارات.
وتابع ماكجريجور: “سيكون سطح الإطار أكثر أهمية من حيث كيفيّة إدارته خلال الدورات الافتتاحية، ومع عدم تغيير عدد الدورات الإجمالي بالمقارنة مع العام الماضي، ستكون الدورات القليلة الأولى لتحمية الإطارات ذات أهمية بالغة، لأن ذلك سيكون له تأثير كبير على ضغط الهواء في الإطارات وبالتالي مدى إحساس السائق بتماسك الإطارات مع سطح المضمار. وخلال السباقات، سيكون التجاوز من الخارج أكثر قوة وتحدياً، وكذلك تمديد فترات التسابق بين محطة توقف وأخرى لتقليل عدد التوقفات المطلوبة، وخاصة في سباق لومان.”
ونتيجة لهذا التغيير في الأنظمة، سوف تستحدث جوديير والاتحاد الدولي للسيارات حداً أدنى لضغط الإطارات وحداً أقصى لزاوية ميلان الإطارات من أجل تثقيف الفرق حول كيفية تحسين إدارة واستخدام الإطارات. ويهدف هذا الاجراء إلى ضمان عدم تعامل الفرق بقوة في المراحل التمهيدية سعياً وراء تحمية الإطارات بشكل أسرع.
عودة ناسكار إلى لومان عبر الفئة “كاراج 56”
سوف يجتمع عالم ناسكار مع عالم سباقات التحمل هذا الموسم خلال سباق لومان 24 ساعة للعام 2023. فقد تم حجز “كاراج 56” Garage 56 كفئة ذات مشاركة واحده هدفها تطوير تقنيات مبتكرة. ويتيح هذا الأمر لمنظمي سباق لومان لاستعراض الأداء الإبداعي من خلال السماح للمشاريع المستقبلية في التسابق جنباً إلى جنب مع تشكيلة متنوعة من الطرازات الأولية للسيارات وسيارات “جي تي” أيضاً.
وهذا العام 2023، تتعاون جوديير مع كل من ناسكار وهندريك لرياضات السيارات وشفروليه في تطوير نسخة خاصة لسباقات التحمل من سيارة شفروليه كامارو ZL1 ناسكار. ويجمع المشروع بين الفريق والشركة الصانعة وشركة الإطارات التي حققت أكبر عدد من الانتصارات في تاريخ سباقات ناسكار الذي يعود إلى 75 سنة مضت، وذلك من أجل المنافسة في سباق التحمل الفرنسي الشهير يومي 10-11 يونيو.
وقد أعلنت ناسكار عن ثلاثة سائقين احترافيين لقيادة الجيل القادم المعدل من شفروليه كامارو ZL1، وهم جينسون باتون بطل العالم في الفورمولا 1 للعام 2009، ومايك روكينفيلر الفائز السابق في لومان، وجيمي جونسون بطل كأس ناسكار سبع مرات.
وتمتد مشاركة جوديير في سباقات ناسكار لثمانية عقود مذهلة، وهي إحدى أطول علاقات الشراكة في تاريخ سباقات السيارات. وتتمتّع جوديير أيضاً بتاريخ طويل من الانجازات في سباق لومان، بما في ذلك 14 انتصاراً في المجمل.
COMMENTS