فوستو لوبون، خبير قطاع المركبات من شركة بتروناس العالمية لزيوت التشحيم
تتطلب ممارسة الجري خلال أيام الصيف الحارة بذل جهد مضنٍ وإظهار قدرة تحمل عالية. فحتى أفضل الرياضيين يعانون من تراجع مستوىأدائهم في الجو الحار.
وينطبق الأمر نفسه على محركات السيارات، التي يحيط بها غلاف معدني مع مزيج من الغازات والشرر والبخار، فضلاً عن أنها تتحمل عبئاً إضافياً يتمثل في تحريك المركبة.
ونستعرض فيما يلي بعض المشاكل الخاصة بمحركات السيارات والنصائح التي تساعدكم على تفاديها.
الحرارة الزائدة أثناء القيادة
يمكن أن تتخطى درجة حرارة المحرك نطاقها الطبيعي الذي يتراوح بين 75 و105 درجات مئوية لتصل إلى 130 درجة مئوية، ما يعادل 266 درجة فهرنهايت، مما يساهم في حدوث مشاكل أثناء القيادة والتسبب في أضرار عالية التكلفة أو غير قابلة للإصلاح.
ويتطلب تجنب هذه المشاكل في المقام الأول القدرة على رصد مؤشرات حدوثها، بما في روائح احتراق وضجيج عالٍ من المحرك مع وصول مقياس الحرارة إلى المنطقة الحمراء وارتفاع حرارة غطاء المحرك بشكل كبير.
ونبين فيما يلي طرق التعامل مع هذه التحذيرات عند حصولها وسبل تجنب هذه المشكلة للاستمتاع بنزهاتٍ صيفية مميزة.
-
استبدال سائل التبريد
تتراكم الأوساخ والغبار يومياً في نظام التبريد، لتعيق عمله بمرور الوقت وتمنعه من ضبط درجة الحرارة الداخلية. وهنا يأتي دور سائل التبريد في تخليص المحرك من هذه الملوثات، ما يجعله عاملاً أساسياً في الحفاظ على سلامة السيارة وتفادي انسداد المبرّد وتآكل مكونات المحرك وحدوث مشاكل التسرب وتعطل منظم الحرارة ومضخة المياه.
ويمكن العثور على توصيات مخصصة في دليل استخدام السيارة أو الدراجة النارية حول الطريقة والفترة الأنسب لاستبدال سائل التبريد. ولكن يتعين عموماً القيام بهذا الإجراء كل عامين أو بعد قطع مسافة 40 ألف ميل (أيهما أقرب).
ويعزز استبدال سائل التبريد بشكل دوري من أداء المبرّد في تنظيم درجة حرارة المحرك وضمان عدم تخطي درجة الحرارة المستويات المسموحة. ورغم كل ذلك، لا يمكن أن نضمن الجاهزية واتباع الطرق الوقائية بشكل دائم، لذا علينا عند التعرض لمشاكل الحرارة الزائدة القيام بعددٍ من الإجراءات.
-
إيقاف تشغيل مكيف الهواء وتشغيل نظام التدفئة (في السيارات فقط)
يبدو الأمر غير منطقي، لكن ضخ الهواء الساخن من المحرك إلى المقصورة يمثل طريقة فعالة لتبريد المحرك.
وتبدأ هذه العملية بإيقاف مكيف الهواء لأن استخدامه يزيد الضغط على المحرك ويبطئ قدرته على التبريد، على الرغم من أن ذلك يزعج الركاب ولا سيما خلال موسم الصيف.
ويساعد تشغيل نظام التدفئة والمراوح بالمقابل في تبريد المحرك وتشغيل قلب السخان، الذي يعد نسخةً مصغّرة من المبرّد ويتواجد في مقدمة السيارة، ما يمنح المحرك فرصة سحب هواء أنظف وأبرد لتعديل درجة حرارة إلى مستويات أكثر أماناً.
-
الضغط على دواسة الوقود أو ركن السيارة
يساهم الضغط على دواسة الوقود أثناء وقوف السيارة، في حالات التوقف المتكرر بسبب إشارات المرور أو الازدحام، في ضخ المياه إلى المبرّد وتسريع دوران المروحة، إذا كانت مرتبطة بالمحرك، وبالتالي تخفيض الحرارة الداخلية.
لكن عند تحريك السيارة مجدداً، يُفضل عدم استخدام المكابح لتجنب الضغط على المحرك، وزيادة المسافة الفاصلة عن السيارات الأخرى في الأمام بدلاً من ذلك.
ويتعين عند عدم نجاح هذه الخطوات واستمرار ارتفاع درجة حرارة المحرك ركن السيارة مباشرةً، ثم فتح غطاء المحرك لتبديد الحرارة بشكل مباشر.
وينبغي الحذر من لمس المكونات الداخلية الساخنة وبالأخص المحرّك والمبرّد أياً كانت الأسباب، إذ يؤدي فتح غطاء المبرد إلى تطاير السائل والتسبب بحروق بالغة، نتيجة الضغط الذي تتعرض له المياه وسائل التبريد في السيارة. لذا، عند وجود ضرورة لفتح الغطاء يجب الانتظار ريثما يبرد المحرك كلياً.
- الاتصال بميكانيكي أو ورشة إصلاح
توفر هذه النصائح والإجراءات السريعة مساعدة كبيرة، ولكن استمرار المشكلة يعني وجود عطل أسوأ في المحرك يتطلب مساعدة المتخصصين.
فعند ملاحظة استقرار مؤشر حرارة المحرك عند المنطقة الحمراء معظم الوقت، يجب ركن السيارة والاتصال بميكانيكي. ويمكن الاستعانة بأدوات تحديد مواقع ورش الصيانة الموثوقة عالمياً ثم التوجه إلى أقرب خبير في إصلاح المحركات والخدمات الخاصة بها، حتى لو كنت في منطقة بعيدة عن المنزل.
ويُنصح بقيادة السيارة إلى الورشة، إن أمكن، أو طلب شاحنة قطر لحماية المحرك من التعرض للضرر. ويستطيع الميكانيكي تشخيص المشكلة وإصلاحها بأسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى تقديم الإرشادات الخاصة بالإجراءات الوقائية باستخدام زيوت التشحيم.
- استخدام زيت محركات عالي الجودة
تمتاز المحركات الحديثة عن سابقاتها بالقدرة على العمل في درجات حرارة أعلى مع وجود عدد أكبر من الأجزاء المتحركة ضمنها. ويشترط عمل هذه الأجزاء بشكل صحيح تشحيمها لتقليل الاحتكاك وتبديد الحرارة للمحافظة على أداء المحرك.
ويساعد زيت المحركات عالي الجودة في السيارات والدراجات النارية على ضبط حرارة المحرك من خلال تنظيم الحرارة وامتصاصها وحماية الأجزاء الهامة من التلف والحد من استهلاك الوقود. ويحمل ذلك أهميةً كبيرة في موسم الصيف، إذ تتطلب المحركات زيتاً أكثر كثافةً وأثقل وزناً مع ارتفاع حرارة الطقس، لأن الحرارة تحد من أداء الزيت.
ويمكن للزيوت متعددة درجات اللزوجة التكيف مع مختلف درجات الحرارة طوال العام عن طريق التدفق بسلاسة في الشتاء وزيادة كثافتها لحماية المحرك في الصيف. ويتمتع زيت عيار 10W40 مثلاً بدرجة كثافة تعادل 10 في درجات الحرارة المنخفضة، والتي ترتفع إلى 40 مع ارتفاع درجة الحرارة.
وينبغي الحرص على اختيار زيت بكثافة تتناسب مع طراز السيارة لتجنب حدوث المشاكل. وقبل شراء الزيت، يمكن استخدام أدوات مثل زيوت التشحيم الموصى بها لاختيار الزيوت المناسبة لعمل المحرك بأمان وسلاسة.
تجنب حرارة المحرك الزائدة في الصيف
يُعد المحرك أهم أجزاء السيارة، ما يتطلب العناية الدائمة به. ويتسبب ارتفاع الحرارة المتكرر بتقليل عمر المحرك وحدوث أعطال تتخطى تكلفة إصلاحها ثمن المحرك، وبالتالي إلغاء التأمين.
وانطلاقاً من المثل الشائع: درهم وقاية خير من قنطار علاج، علينا ألا نغفل عن خطر الحرارة الزائدة في المحرك وما تسببه من أضرار.
لذا ننصح باستبدال سائل التبريد بشكل دوري واختيار الزيوت عالية الجودة، بصرف النظر عن جودة محرك السيارة، ما يسهم في توفير الوقت والمال وضمان الاستمتاع بالرحلات الصيفية.
COMMENTS