الرئيسيةمنوعات

قدوة يُحتذى بها: كيف تنسجم عادات الآباء والأطفال في استخدام الإنترنت؟

قدوة يُحتذى بها: كيف تنسجم عادات الآباء والأطفال في استخدام الإنترنت؟

أظهرت دراسة جديدة أجرتها كاسبرسكي وجود علاقة مباشرة بين مقدار الوقت الذي يقضيه الآباء على أجهزتهم الذكية والوقت الذي يقضيه أطفالهم بدورهم على أجهزتهم. ووجدت الدراسة أن 90% من البالغين و82% من الأطفال في المملكة العربية السعودية يقضون ما لا يقل عن ثلاث ساعات على الأجهزة كل يوم، وبحسب البيانات التي جمعتها الدراسة فإنه من المرجح أن يماثل الوقت الذي يقضيه الأطفال في استخدام أجهزتهم ذلك الذي يقضيه آباؤهم بدورهم في استخدام أجهزهم.

ويراقب الأطفال دائمًا ما يفعله آباؤهم ويقلدونهم فيه، والحال نفسه عندما يتعلق الأمر بعاداتهم الرقمية. فإذا رأى الأطفال أن والديهم يستخدمون أجهزتهم باستمرار، فسوف يعتبرون هذا السلوك أساسيًا ويقضون الكثير من الوقت على الإنترنت. وبالرغم من صعوبة أن يكون المرء أحيانًا نموذجًا يحتذى به، فإن على الآباء أن يكونوا مُلمّين بتأثير سلوكياتهم في سلوكيات أطفالهم، وأن يحاولوا أن يكونوا مثالاً يحتذى به عندما يتعلق الأمر بالقواعد المتعلقة بوقت الشاشة.

وتُظهر نتائج الدراسة العلاقة بين مقدار الوقت الذي يقضيه الآباء والوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشة. ويستخدم أكثر من نصف الأطفال (54%) وأكثر من نصف البالغين (50%) أجهزتهم في الوقت نفسه خلال اليوم؛ لمدة تتراوح بين 3 ساعات و5 ساعات. كذلك فإن غالبية الآباء (65%) وأكثر من نصف الأطفال (55%) مقتنعون بأنهم يقضون وقتًا كافيًا على الإنترنت.

وعلاوة على ذلك، تُظهر النتائج أن الأطفال يتكيفون بنشاط مع طريقة استخدامهم للأجهزة بناءً على طريقة استخدام والدِيهم لها. فعلى سبيل المثال، عندما يقضي 80% من الآباء أقلّ من ساعتين يوميًا على الأجهزة، فإن أطفالهم يفعلون ذلك أيضًا. لكن إذا استخدم الآباء أجهزتهم أكثر من ساعتين في اليوم، فيُرجَّح أن يفعل الأطفال الشيء نفسه، إلاّ في 19% فقط من الحالات.

ووفقًا لنتائج التقرير، يقضي الأطفال الذين يستخدم آباؤهم الأجهزة بانتظام مزيدًا من الوقت خلف الشاشة في عادات رقمية مختلفة. فعلى سبيل المثال، عادةً ما يقضي الأطفال الذين يستخدم آباؤهم الأجهزة، ما قدره 39 دقيقة إضافية على الإنترنت في اليوم أثناء تناول وجبات الطعام. فيما يضيف تراسل الأطفال أثناء إجراء المحادثات في المتوسط 41 دقيقة من وقت الشاشة، أما مشاركة الصور العائلية على وسائل التواصل الاجتماعي فتضيف 31 دقيقة أخرى في اليوم.

وقالت مارينا تيتوفا نائب الرئيس لتسويق المنتجات الاستهلاكية لدى كاسبرسكي، إن البيانات تُظهر أنه كلما زاد عدد الساعات التي يقضيها الآباء في استخدام أجهزتهم، زاد عدد الساعات التي يُرجح أن يقضيها الأطفال بدورهم على أجهزتهم. وأضافت: “يرغب الآباء في تحقيق توازن أفضل بين وقت الشاشة والأوقات التي يقضيها أطفالهم في أنشطة أخرى، لكن التحدّي الرئيس الذي يواجهونه يتمثل في كيفية تحقيق ذلك. ومن المهم أن يحرص الآباء على استخدام الأدوات التقنية المتاحة التي يمكن أن تساعدهم على تحسين الحياة الرقمية لأطفالهم، وضمان أن يكون وقتهم أمام الشاشة آمنًا ومتوازنًا. كما أن حرصهم على جعل أنفسهم قدوة في هذا الجانب أمر محمود للغاية”.

من جانبهما قال كل من بيرجيت هولزل وستيفان روزاس من مؤسسة “ليبلينغ + شاتز” الألمانية الواقعة في ميونخ، إن الأطفال يستفيدون بالتفاعل الملموس مع العالم الواقعي أكثر من استفادتهم من المعلومات الرقمية، لافتَين إلى أن الأطفال الذين تقل سنهم عن اثني عشر عامًا، مثلًا، لا يزال أمامهم طريق طويل قبل أن تتشكّل لديهم القدرة على التعامل مع الأفكار كما البالغين، نظرًا لأن عليهم أولًا تعلم الإحساس بالعالم واستشعاره بكلّ حواسهم.

وأضاف الخبيران: “يظلّ استخدام الآباء وأفراد الأسر للوسائط الرقمية موضوعًا بارزًا ودائم الحضور في عملنا، فكثير من الآباء مقتنعون بأنه يكفي تنظيم وقت استخدام أطفالهم للأجهزة والتحكّم في نوع المحتوى الذي يمكنهم الوصول إليه لأن تكون الأمور على ما يُرام. ولكن على الآباء أولاً الحرص على تقليل استخدامهم لأجهزتهم هم لكي يقتدي بهم أطفالهم بدل التفكير في معاقبة الأطفال لإلزامهم بالسلوكيات المرجوّة”.

يمكن الاطلاع على التقرير الكامل.

ويوصى الخبراء باتباع التدابير التالية لمساعدة الأطفال على قضاء وقت مناسب وبأمان على الإنترنت:

  • قضاء مزيد من الوقت في التواصل مع الأطفال حول إجراءات الأمان عبر الإنترنت، مع حرص الآباء على الانتباه إلى عاداتهم هم، كاستخدام الهاتف أثناء تناول الطعام أو الحديث مع أفراد الأسرة، والتحقق مما إذا كان هناك نمط مماثل لدى الأطفال أم أنهم يتفاعلون بطريقة مختلفة عندما يترك الآباء هواتفهم.
  • الأخذ في الاعتبار تنزيل تطبيقات الرقابة الأبوية على أجهزة الأطفال ومناقشة هذا الموضوع مع الأطفال وشرح كيفية عمل هذه التطبيقات وأهميتها لإبقائهم آمنين على الإنترنت.
  • الطلب من الأطفال عدم الموافقة تلقائيًا على أية إعدادات خصوصية، والحرص على اللجوء إلى الوالدين أو أحدهما في هذا الشأن. ويجب أن يعتاد الآباء بدورهم على قراءة أية اتفاقيات خصوصية.

COMMENTS