يحفل سجل علي سلامة، الريادي الاجتماعي والرياضي المحترف السابق وسفير الصحة النفسية في الشرق الأوسط ، بالعديد من الإنجازات السبّاقة، فهو أول من تحدّث في مجال الصحّة النفسية في الأمم المتحدة. كما أطلق الشاب المصري أشهر سلسلة بودكاست في 6 دول، بالإضافة إلى مجلته الرقمية إمپور، المصنفة من قبل جامعة هارفارد ضمن أكثر سبع مبادرات اجتماعية مؤثّرة في الشرق الأوسط في عام 2019. إلاّ أنّ الإنجاز الأبرز لعلي يتمحور حول تمكين وتشجيع الحوار الصريح حول الصحة النفسية بوصفه متحدثاً وناشطاً في هذا المجال.
وينبع شغف علي بشؤون الصحة النفسية من تجربته الشخصية مع الاكتئاب السريري، ويحرص على توظيف هذه التجربة لمساعدة الآخرين، حيث يحرص على تشجيع الحوار حول الصحة النفسية في كلّ منزل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بهدف توفير بيئة داعمة لهذا النوع من الحوار وتحقيق نقلة نوعية في هذا المجال.
ويقول علي سلامة مؤسس مجلة إمپور الرقمية: “يتمحور هدفي حول تعزيز الوعي بين أفراد المجتمع من أجل تغيير النظرة الخاطئة السائدة حول مشاكل الصحة النفسية. وعلى الرغم من أنّ العديد من الناس يدركون اليوم أنّ الأمراض النفسية هي حالةٌ طبيّة، إلاّ أنّ الكثيرين ما زالوا يعتبرونها وصمة عار بناء على مفاهيم خاطئة وصور نمطية. وتقع على عاتقنا مسؤولية تعزيز الوعي والتعاطف مع المصابين بمختلف الوسائل لتغيير هذه النظرة. وأحرص على الوقوف إلى جانب كل من يعاني من مثل هذه المشاكل ومد يد العون لمن يخوضون هذه الرحلة بصمت. وأدرك أن الحصول على الدعم من الأشخاص المحيطين هو المحرك الأساسي لنشر الوعي والتعاطف في المجتمع والتخلص من وصمة العار التي ترافق الأمراض النفسية ومنح المصابين بها فسحة الأمل التي يحتاجون إليها“.
وفي إطار هذه الجهود، اعتلى علي منصّة منظمة الصحّة العالمية عام 2019 ليشارك تجربته الخاصة وتفاصيل رحلته لمساعدة من يعانون من إعاقات ذهنية على تجاوز الوصمة الاجتماعية التي ترافق هذه الحالات. ويضيف علي: “غالباً ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من مرضٍ نفسيّ بأنهم محاصرون ومعزولون بالإضافة لتعرضهم للتمييز بسبب عدم فهم المجتمع لحالتهم“.
ويوضح علي بصفته رياضياً ملهماً ورائد أعمال ناجح أن الجميع عرضة للإصابة بالأمراض النفسية على الرغم من نجاحهم الملحوظ. وأن صعوبة تقبل مثل هذه المشاكل تزداد أكثر بين الأشخاص الناجحين وأصحاب المهن التنافسية مثل الرياضيين ورواد الأعمال وأصحاب المناصب القيادية.
وتشير الأبحاث إلى أنّ الشباب والكبار على حدّ سواء يعانون من صعوبة إيجاد مساعدةٍ تخصصية في مجال الصحة النفسية في العالم العربي. ويحرص علي على التفاعل مع الشباب والروّاد في المجتمع لتعزيز الصحة النفسية من خلال تحقيق التوازن بين التعاطف من قبل الشخصيات القيادية والتركيز على مقومات الذكاء العاطفي. ويتعاون لتحقيق هذه الرؤية مع عدّة منظمات وجمعيات خيرية، كما يقيم مؤتمرات في المدارس والمؤسسات ومراكز العمل لتسليط الضوء على أهمية وجود حوار حول الصحّة النفسية.
COMMENTS