الخبراء المشاركون في معرض جدة للديكورات الداخلية والأثاث يؤكدون على أهمية التوازن بين التصاميم التراثية والتكلفة والكفاءة في قطاع التصميم السعودي

كشفت نُخبة من خبراء القطاع المشاركين في الدورة الأولى من معرض جدة للديكورات الداخلية والأثاث عن أهمية الحفاظ على الأصالة الثقافية ودمج العناصر التي ترمز إلى تراث المملكة والالتزام بجوانب الكفاءة والاستدامة بالنسبة لمستقبل قطاع التصميم السعودي.

وانطلق معرض جدة للديكورات الداخلية والأثاث في إطار فعاليات معرض إندكس السعودية، وذلك يوم الثلاثاء في جدة سوبردوم. وتوفر الفعالية على مدى ثلاثة أيام لقطاعي التصميم والتجهيزات منصة فريدة لعرض المنتجات والخدمات واستكشاف الفرص وتعزيز التواصل على المستويين الإقليمي والعالمي، مع تسليط الضوء على المصممين الشباب وصُناع التغيير في القطاع في المستقبل.

وشارك أربعة من أبرز قادة القطاع في جلسة مشوقة تحت عنوان ” معرض الديكورات الداخلية والأثاث: مساحات مستقبلية ملهمة – إعادة تعريف السياحة في المنطقة الغربية (الضيافة الفاخرة)”؛ بحثوا فيها سُبل إيجاد التوازن الأمثل بين الاحتفاء بالتراث السعودي والمضي قُدماً بالقطاع نحو المستقبل.

وشملت قائمة المتحدثين في الجلسة أماني الإبراهيم، شريك والمدير التنفيذي لشركة كريستينا زانيك للاستشارات؛ وإيمان أبو الجدايل، مؤسسة شركة إن ديتيل ديزاين؛ وجيه إس أناند، مؤسس فنادق ليفا؛ وشاهزاد أعظم، المؤسس والرئيس التنفيذي للعمليات في شركة آي دي إيه جلوبال؛ وسامر صبرا، رئيس قطاع الأصول في شركة جبل عمر للتطوير، حيث ناقشوا أهمية اعتماد التجارب الفاخرة ومساحات الضيافة العصرية على الأصالة في استحضار المشاعر والذكريات والروابط مع التراث السعودي.

وأكد الخبراء على ضرورة تصميم مساحات توفر تجربة غامرة، لا سيما مع سعي الضيوف في وقتنا الراهن إلى تجارب فاخرة. ورغم أن التوجهات في عالم التصميم تتمحور حول الحفاظ على العناصر المعمارية الأصيلة، مثل الجدران الحجرية والأبواب الخشبية مع تعزيزها بالإضاءة والتخطيطات الحديثة، أشار الخبراء إلى أنّ الكفاءة من حيث التكلفة ما تزال تحظى بأهمية كبرى، فلا يمكن منح الألوية لهوية المكان على حساب الجدوى المالية.

وشدّد المتحدثون في الجلسة أيضاً على ضرورة دمج العناصر التراثية بشكل مدروس دون تحمل تكاليف باهظة، وبما يضمن لشركات التطوير العقاري تحقيق الأرباح مع الحفاظ على الأصالة الثقافية. ويُعد استخدام المواد والاعتماد على الحرف اليدوية المحلية مثالاً على ذلك لتعزيز الاستدامة ودعم الحرفيين في المنطقة.

ومن هذا المنطلق، تستفيد شركة القثمي، في مجال الأقمشة الفاخرة منذ ثمانين عاماً، من فرصة مشاركتها في معرض جدة للديكورات الداخلية والأثاث لاستعراض مجموعتها الحصرية المستوحاة من رؤية المملكة العربية السعودية 2030 والمصنوعة من أقمشة تكس كير المقاومة للماء والحرائق والبكتيريا والصديقة للبيئة، في خطوة تمزج بين إرث الشركة والمملكة مع التركيز على مواكبة متطلبات المستقبل.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال السيد أحمد محمد القثمي، الرئيس التنفيذي لشركة القثمي: “تعكس رحلة التحول التي نقوم بها مدى التزامنا بالابتكار والاحتفاء بإرثنا الثقافي. وانطلاقاً من موقعنا الريادي في القطاع، نسعى دوماً إلى التميّز في مجالات الجودة والاستدامة وتجربة العملاء”.

وتواصل شركة القثمي، باعتبارها الراعي الذهبي لمعرض جدة للديكورات الداخلية والأثاث، مساهمتها في رسم الملامح المستقبلية لمشهد الديكورات المنزلية والتصميم الداخلي في المملكة والمنطقة عموماً.

وأضاف: “تتميز شركة القثمي باعتمادها مبادئ الجودة والاستدامة والابتكار، وتلتزم بإعادة صياغة مشهد الديكورات المنزلية، بما يضمن استمرارية إرثها للأجيال المقبلة”.

ومن جانبها، تؤكد شركة سورفيسز فرنشينغز التزامها بالاستدامة باستعراض أحدث منتجاتها، بما في ذلك الخيوط المصنوعة من الزجاجات البلاستيكية المعاد تدويرها.

وفي هذا السياق، قال راشد يوسف أحمد محمد المرزوقي، المدير الإداري للشركة: “نفخر في سورفيسز فرنشينغز بدورنا الريادي في طرح حلول الأثاث المبتكرة والمستدامة. وتتمثل رسالتنا في إحداث نقلة نوعية في المساحات وتعزيز أنماط الحياة. ونتطلع لاستعراض تصاميمنا التي تجمع بين الفعالية والأناقة والاستدامة، لتشكل مصدراً للإلهام والإبداع للمشاريع الجديدة”.

المساحات العصرية يجب أن تتسم بالمرونة لتلبي الاحتياجات المتطورة للشركة وموظفيها

استضاف مسرح آي إف توكس مجموعة بارزة من خبراء التصميم الذين تحدثوا عن ضرورة وضع تصاميم لمساحات العمل الحديثة يمكنها مواكبة الاحتياجات المتطورة للشركات والقوى العاملة فيها. ونظراً للأهمية المتزايدة التي يحظى بها كل من مفهوم العمل الهجين ونمو الشركات واحتياجات المديرين والموظفين، يتعين على المصممين التفكير بشكل ذكي ومبتكر للحفاظ على رضا العملاء.

واستشهدت فاطمة المدني، مؤسسة مكتب معمور للتصميم الداخلي، بمثال أراد فيه أحد العملاء مساحة كبيرة بما يكفي لاستيعاب نمو بنسبة 50%، ولكنه لم يرغب في أن تبدو المساحة فارغة ريثما تنمو الشركة.

وقالت: “أعددنا خطة لمساحة مكتبية تضم عدة أقسام، وأنشأنا منطقة استراحة مؤقتة بين كل قسمين في المساحة المفتوحة، ثم قمنا بإزالة مساحات الاستراحة بمجرد بدء الموظفين بملء المكتب”.

ومن ناحيتها، تحدثت جوليا بارفينوفا، رئيسة قسم التصميم الداخلي لدى شركة آي إن دي، عن أهمية المرونة بالنسبة للشركات في تعاملها مع الموظفين، وكذلك أهميتها بالنسبة للمصممين لتلبية احتياجات العملاء. وفي حين أكّدت بارفينوفا أن تصاميم مكاتب شركات التكنولوجيا غالباً ما تكون متشابهة إلى حد كبير، إلا أن هناك حاجة إلى التكيف مع طلبات بعض العملاء الذين يرغبون في “مساحات متقاربة ومتداخلة، ومكاتب مختلفة الأحجام لاستعراض مهاراتهم الإدارية”.

وناقش المتحدثون أيضاً سعي الشركات بشكل متزايد إلى تحقيق التوازن بين إضفاء الطابع الثقافي ومواكبة نمو الأعمال.

ويستمر معرض جدة للديكورات الداخلية والأثاث، الذي يُقام في إطار فعاليات معرض إندكس السعودية حتى يوم الخميس 20 فبراير في جدة سوبردوم بمشاركة 100 علامة تجارية عارضة من 12 دولة.