طلبة عمارة أمريكية الشارقة يحولون حاوية شحن من «ترانزتيك» إلى صف دراسي متنقل

تبرعت شركة “ترانزتيك” للتصنيع التي تتخذ من إمارة الشارقة مقرًا لها بحاوية شحن بطول 40 قدمًا لكلية العمارة والفن والتصميم في الجامعة الأمريكية في الشارقة ضمن مبادرة للتصميم والبناء ستؤدي إلى تحويل الحاوية إلى فصل دراسي متنقل خلال العامين أو الثلاثة أعوام القادمة مع إمكانية استفادة المجتمعات النائية من هذا الفصل الدراسي.

بدأ المشروع أستاذ العمارة المساعد باتريك رودس والذي تواصل مع خريج الجامعة الأمريكية في الشارقة ورئيس قسم التسويق في “ترانزتيك” كاشف بهاور لمناقشة إمكانية تزويد طلبة العمارة في عامهم الأخير في الجامعة بحاوية شحن ليعملوا عليها وتكون مشروعًا بارزًا وإرثًا لكلية العمارة والفن والتصميم في الجامعة. وتعد شركة “ترانزتيك” شركة رائدة تُعرف بحلول التصنيع المبتكرة واستخدامها لمواد وعمليات صديقة للبيئة في تصنيعها لمنتجاتها، حيث يتم تصنيع جميع المنتجات محليًا بما في ذلك الأكشاك والحاويات المعدلة والشركات المتنقلة.

وقد أكد السيد بهاور أن هذه كانت فرصة لإحداث تأثير إيجابي على التجربة التعليمية لطلبة العمارة مع المساهمة أيضًا في جهود الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة. قال: “أصبحت حاويات الشحن اتجاهًا عصريًا في مجال العمارة المستدامة بسبب ملاءمتها للبيئة وتعدد استخداماتها، ونحن نأمل من خلال إعادة توظيفها لتكون استوديو للتصميم أو صفًا دراسيًا في وقت لاحق، أن نوضح كيف يمكن للتفكير المبتكر أن يساهم في مستقبل أكثر استدامة”.

وأَضاف: “أؤمن أن هذا المشروع لديه القدرة على إلهام الجيل القادم من المعماريين والمصممين لإعطاء الأولوية للاستدامة في عملهم، وهو أمر ضروري لتحقيق أهداف دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل مؤتمر الأطراف (كوب 28) وما بعده. هؤلاء الطلبة هم مستقبل الصناعة، ويمكننا من خلال تزويدهم ببيئة تعليمية متطورة المساعدة في تشكيل هذا المستقبل بطريقة إيجابية. إن المساهمة في تطوير الجامعة ونجاح طلبتها هو مسعى مُرضٍ بشكل لا يصدق ونحن نفخر في شركة “ترانزتيك” بأن تكون جزءًا من ذلك”.

وقد حظيت مبادرات التصميم والبناء السابقة في كلية العمارة والفن والتصميم باعتراف عالمي، ولا سيما مشروع تصميم وبناء “نيو نومادز” في عام 2018 والذي حصل على جوائز من جمعية كليات الهندسة المعمارية والمعهد الأمريكي للمهندسين المعماريين وعرض في المعرض العالمي لطلبة الدراسات العليا. وفي ظل الدور الذي تلعبه الجامعة ضمن شبكة المناخ الجامعية في مؤتمر كوب 28، فإن هذه فرصة مناسبة للطلبة للمشاركة في المحادثات التي تأخذ بعين الاعتبار التأثير الذي يمكن أن يحدثه التصميم في المجتمع والبيئة.

وقد طورت مجموعة مكونة من 14 طالبًا وطالبة في سنتهم الأخيرة في العمارة منذ استلامهم الحاوية تصميمًا مبدئيًا لتحويل المستودع إلى فصل دراسي متنقل تم تشييده باستخدام مواد معاد تدويرها. وقد عمل الطلبة معًا في استوديوهات الكلية لتصنيع النوافذ والأبواب والمنحدرات لإغلاق الحاوية خلال عطلة الصيف. وأوضحت طالبة العمارة في الكلية دينيشا دينيش إن المشروع أطلق عليه اسم “جولة”.

قالت: “تم استخدام الحاوية لنقل البضائع بنشاط في جميع أنحاء العالم منذ عام 2015، وبالتالي فإن مفهوم الديناميكية التي تجلبها “جولة” يتدفق عبر المشروع بأكمله – من التفاصيل الصغيرة لمفصلة الباب إلى الفتحة الكبيرة في الحاوية. تعتبر الحاويات هياكل ثابتة وعديمة الحياة. إلا أنه من المفارقات أن هذا الثبات والسكون هو شرط يقترن بالوظيفة ذاتها التي صنعت من أجلها وهي الشحن والنقل. وبالتالي، فإن كل جزء من هذا المشروع يحمل جوهر بيئاته الديناميكية”.

وأشارت دينيش إلى أن الإرث الذي يسعى المشروع لتركه مؤثر بشكل خاص. قالت: “سيتخرج جميع الطلبة الذين يعملون في هذا المشروع خلال هذا الفصل الدراسي وسيتم تسليم إكمال المشروع إلى مجموعة جديدة من طلبة العمارة الذين سيعملون على تحقيق رؤية المشروع خلال السنوات القليلة المقبلة”.

يشارك في هذا المشروع الطلبة أمل صالح، وأنيكا كوشي، ودنيشا دينيش، ودعاء سيد، وفاطمة العطار، وهاجر علي، وعز الدين أبو يوسف، ولين النمر، ومجدولين بكر، وعمر دقاق، ورشا عماري، وريام المحمدي، وسانوج سام، وتالا الشقيري.