تشير الدراسات الطبية والأبحاث العلمية إلى أنّ النساء أكثر عرضةً للإصابة بأمراض العيون من الرجال، لذلك يحثّ أشهر أطباء العيون في “مستشفى مورفيلدز دبي للعيون” كل امرأة على جعل صحة العين أولويةً قصوى لديها، ضمن التوجهات الأساسية الخاصة بيوم المرأة العالمي.
وفي هذا السياق تشير الدكتورة لويزا م. ساستري، اختصاصية طب وجراحة العيون وعلاج شبكية العين وجراحة إعتام عدسة العين في “مستشفى مورفيلدز دبي للعيون”، إلى أنّ العمى أو ضعف البصر يمكن أن يعطل الحياة اليومية للمرأة، ما يؤثر في قدرتها على العمل والسفر ورعاية الأسرة بالطبع، مع التذكير بأنّ النساء أكثر عرضةً لمخاطر الإصابة بأمراض العين من الرجال، مشدّدةً على ضرورة إجراء الفحوصات الطبّية بانتظام.
وترى الدكتورة لويزا أنّ أمراض العيون الأكثر شيوعاً بين النساء تشمل جفاف العين (DED)، وهو اضطرابٌ بصريّ منتشر بشكلٍ كبير بين النساء، ويؤثر في الغالب على البصر، مع أعراضٍ عديدة مثل جفاف العين والانزعاج وتشوّش الرؤية والحساسية تجاه الضوء مع التقدّم في العمر.
وتقول: “يمكن لمرض جفاف العين أن يحدث نتيجة نقصٍ في الأغشية المسيلة للدموع، أو ارتفاع نسبة تبخرها، أو السببين معاً، كما يمكن أن ينتج عن عوامل علاجية في الأصل، مثل استخدام بعض أنواع الأدوية، ووضع العدسات اللاصقة، أو عملٍ جراحي سابق في العين. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ مستحضرات التجميل، مثل “الماسكارا” وظلال العيون والكحل والكريمات الخاصة لشدّ الجفن واللاصق المستخدم لتثبيت الرموش الاصطناعية وغيرها، تحتوي على مجموعةٍ من المواد الكيميائية التي يمكن أن تنتقل إلى الأغشية المسيلة للدموع وتؤثر على أنسجة العين، ما يؤدي بالتالي إلى تفاقم حالة مرض جفاف العين”.
وتلفت الدكتورة لويزا إلى أنّ إعتام عدسة العين، وهو اضطرابٌ يتسبب بغشاوةٍ في عدسة العين ويؤدي إلى ضعفٍ في الرؤية، هو السبب الأساسي لضعف البصر في جميع أنحاء العالم، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتقدّم في العمر، ويطال بشكلٍ خاص النساء أكثر من الرجال، علماً أنّ عدد النساء اللواتي يخضعن لجراحة إعتام عدسة العين يفوق من عدد الرجال، بالرغم من الإمكانيات الجراحية المحدودة في الكثير من دول العالم.
وثمة عوامل أخرى شائعة تزيد المخاطر الشائعة على صحة عين المرأة، بما فيها الإنتكاسة البقعية المرتبطة بالعمر (AMD) والتي تتسبّب في تلف المنطقة المسؤولة عن وضوح الرؤية. وتشير البيانات التي تضمّنتها دراساتٌ سكانية شاملة، إلى أن النساء أكثر عرضةً لخطر الإصابة بهذه الحالة من الرجال.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ اضطرابات الغدة الدرقية، بما في ذلك فرط أو ضعف نشاطها وتضخمها، ومرض جحوظ العين (Graves disease)، ومرض التهاب الغدة الدرقة المزمن (Hashimoto disease)، تصيب النساء في الغالب بنسبة خمس مرات أكثر من الرجال، وتُعتبر الأعراض المصاحبة لها، مثل جحوظ العين والشعور بالانزعاج فيها، والحساسية والجفاف، من الأسباب الشائعة التي تستدعي الخضوع للعلاج.
وثمة سببٌ أساسيّ آخر لمشاكل العين هو مرض السكري، حيث تشمل مضاعفاته اعتلال الشبكية الذي يُعتبر من أكثر مشاكل العين شيوعاً لدى مرضى السكري، إلى جانب مشاكل أخرى يتمّ اكتشافها وعلاجها بصورةٍ دورية.
يعاني نحو 1/5 من سكان دولة الإمارات العربية المتحدة من مرض السكري، وفقاً لإحصائياتٍ أجراها الاتحاد الدولي للسكري، ما يعني أنّ الاهتمام بعيون مرضى السكري يشكل مصدر متابعة واهتمامٍ متزايد للأطباء في “مستشفى مورفيلدز دبي للعيون”.
تقول الدكتورة لويزا: “المعلوم أنّ النساء المصابات بمرض السكر معرّضات أيضاً للمعاناة من “الجلوكوما” أي ما يُعرف بـ “المياه الزرقاء” في العين، ما يتسبب بتلف العصب البصري ويؤدي إلى انعدام الرؤية في المجال المحيطي، وقد يصعب اكتشاف هذه الحالة في مراحلها المبكرة. أما إذا لم تتم معالجتها، فستتأثر الرؤية المركزية سلباً، ما قد يؤدي إلى الإصابة بالعمى”.
وتضيف: “يمكن لهذه الحالة أن تتطوّر إلى انسدادٍ في الأوعية الشبكية، ما يؤدّي إلى ضعفٍ في تدفّق الدم، ويمكن أن يتسبّب في فقدان الرؤية، بالإضافة إلى شلل الأعصاب المسؤولة عن حركة العينين، ما يعني أنّ الحفاظ على مستويات السكر شبه الطبيعية، والمستوى الطبيعي لضغط الدم يقللان من خطر إصابة الشبكية بأيّ علّة، ويقيان من المضاعفات السلبية الأخرى في العين، وكذلك من مضاعفات السكري على وظائف الكلى والقدمين”.
تُعتبر صحة العين مهمّةً جداً للنساء خلال الحمل أيضاً، حيث يتأثر الجهاز البصري بالتغيّرات البيولوجية في هذه المرحلة، بالإضافة إلى تغيّراتٍ في الأغشية المسيلة للدموع، وتورّم القرنية، وتراجع حساسية القرنية، وقصر النظر. كما تتأثر صحة العينين لدى النساء الحوامل فتصاب بالرؤية الضبابية، وأمراض جفاف العين، وعدم قبول العدسات اللاصقة.
وأخيراً، تحثّ الدكتورة لويزا النساء على إجراء فحوصات العين بصورةٍ دورية، لمرةٍ واحدة على الأقل في السنة، للكشف عن اضطرابات العين- إن وجدت- والمباشرة بالعلاج لتجنّب أيّ ضرر قد تسبّبه هذه الاضطرابات.
يقدّم “مستشفى مورفيلدز دبي للعيون” مجموعةً شاملة من خدمات رعاية العيون على يد فرقٍ طبية متخصصة من استشاريي طب العيون واخصائيي فحص النظروتقويم النظر للبالغين والأطفال، وكل ذلك في منشأةٍ طبية مجهزة بأحدث التقنيات.
COMMENTS