كشفت مجموعة مؤسسات الصيرفة والتحويل المالي في الإمارات اليوم عن تسجيل زيادة في معدلات التحويلات المالية التي أجرتها السيدات في الدولة خلال عام 2020، ما يسلط الضوء على دور المرأة المتنامي في النهوض بالاقتصاد العالمي.
وبحسب البيانات التي جمعتها المجموعة من شركات الصيرفة والتحويل المالي الأعضاء، أرسلت السيدات 25% من إجمالي الحوالات في الدولة لعام 2020. كما أوضحت البيانات بأنّ التحويلات المالية التي أجرتها السيدات الآسيويات في الإمارات سجّلت أعلى معدلات النمو السنوية، وتليها السيدات من الدول العربية وأفريقيا، على الترتيب. وكانت دول مثل الفيليبين والهند وباكستان ونيبال وسريلانكا وإندونيسيا ومصر والمغرب وأوغندا على رأس قائمة ممرات التحويل المالي في أوساط السيدات في الدولة.
وأشارت هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى أنّ السيدات تُشكلن حوالي نصف عدد المغتربين الذين يعيشون ويعملون خارج دولهم الأصلية والذي يبلغ 244 مليون نسمة. وشهدت الأعوام الماضية تزايد التمثيل النسائي في مجال اليد العاملة المهاجرة، ويأتي ذلك مخالفاً للاعتقاد السائد والذي يضع السيدات في دور المتفرج ضمن عملية الهجرة، ويختصر دورهن في معادلة السفر بالاعتماد على أزواجهن أو معاملات لم الشمل الأسري.
ومن جانب آخر، كشفت البيانات الصادرة عن مجموعة مؤسسات الصيرفة والتحويل المالي في الإمارات بأنّ انتشار مرض كوفيد-19 كان له أثر هامشي على التحويلات المالية التي تقوم بها السيدات؛ إذ سجّلت الفردان للصرافة، إحدى أعضاء المجموعة، زيادة بواقع 12.6% في معدلات التحويلات المالية من جانب السيدات في عام 2020 بالمقارنة مع العام الماضي. بينما أعلنت لولو للصرافة، العضو في المجموعة، عن تسجيل زيادة بنسبة 2.63% و17.77% في عام 2020، بالمقارنة مع عامي 2019 و2017، على الترتيب.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال السيد محمد علي الأنصاري، رئيس مجلس إدارة مجموعة مؤسسات الصيرفة والتحويل المالي في الإمارات: “يُعد تحقيق المساواة بين الجنسين بحلول عام 2030 واحداً من أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة. وسعياً لتحقيق هذا الهدف يتوجب علينا أن ندرك الأهمية الاقتصادية لدور العاملات المهاجرات، لا سيما وأنّهن تُشكلن نصف اليد العاملة المهاجرة تقريباً في العالم؛ وبالتالي، تكتسب إسهاماتهن في الاقتصاد العالمي أهمية بالغة. ومن منطلق إدراكنا للأهمية الاستراتيجية للسيدات في قطاعنا ودورهن في المجتمع على نطاق أوسع، نضع مسائل تلبية متطلبات عميلاتنا وتزويدهن ببيئة آمنة وشفافة على رأس قائمة أولوياتنا”.
وتختلف سلوكيات تحويل الأموال بين السيدات والرجال. وبرغم انخفاض دخل المرأة بالمقارنة مع الرجل والذي يُعزى إلى فجوة الأجور بين الجنسين، إلّا أن السيدات تتجهن لتحويل جزء أكبر من رواتبهن وبوتيرة أكثر اتساقاً إلى دولهن. وبحسب البيانات التي جمعتها الشركات الأعضاء في مجموعة مؤسسات الصيرفة والتحويل المالي في الإمارات، يتراوح متوسط التحويلات المالية من قبل السيدات بين 1,500-2,000 درهم إماراتي شهرياً. ويتم إرسال الأموال في الأغلب على شكل تحويلات بنكية أو عمليات استلام نقدي لتُستخدم لأغراض إعالة الأسرة أو التعليم أو الرعاية الصحية.
ومن ناحيته، قال السيد أديب أحمد، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة مؤسسات الصيرفة والتحويل المالي في الإمارات: “يُمكننا اتخاذ العديد من الخطوات لتمكين السيدات وتعزيز استقلالهن المالي على الساحة العالمية. ويُعد التغلب على التحيز لتحقيق التوازن بين الجنسين أحد أهم العوامل في هذا الصدد. ومن الضروري في هذه المرحلة أن نقوم بتطوير مزيد من الخدمات والمنتجات المالية المخصصة للسيدات، فضلاً عن مساعدتهن في إدارة شؤونهن المالية وتعزيز فرص وصولهن إلى الحلول التكنولوجية للاستفادة من الخدمات المتاحة عبر الإنترنت”.
COMMENTS