أطلقت “هيئة الشارقة للتعليم الخاص” استراتيجيتها الجديدة للأعوام (2022-2024) في إطار التزامها بالارتقاء بجودة وكفاءة وتميز منظومة التعليم الخاص في الإمارة، وتطوير البيئة التدريسية والمُخرجات التعليمية بما يواكب أحدث الاتجاهات العالمية ويتواءم رؤى صاحب السمو حاكم الشارقة في التعليم وبناء الإنسان وتوجهات إمارة الشارقة.
وتأتي استراتيجية هيئة الشارقة للتعليم الخاص 2022-2024 لتتواءم مع رؤيتها في تحقيق تعليم متميز ورسالتها في تمكين المجتمع التعليمي من النمو وتحقيق مخرجات طموحة من خلال خدمات داعمة وفعالة.
وتحدد الاستراتيجية الجديدة الملامح العامة لخطط ومبادرات هيئة الشارقة للتعليم الخاص خلال الفترة (2022-2024)، وتستكمل البناء على الانجازات المحققة خلال الدورة الأولى من الاستراتيجية، مع دراسة المعطيات الراهنة لقطاع التعليم الخاص في الإمارة، وتبني أفضل المنهجيات العالمية والأخذ بعين
الاعتبار أهم الدروس المُستفادة خلال الفترة الماضية في ظل الظروف الاستثنائية التي ألقت بظلالها على المشهد التعليمي العالمي طوال العامين الماضيين.
وتمتاز الاستراتيجية الجديدة بشموليتها واتساع نطاقها، حيث تغطي مُختلف عناصر منظومة التعليم الخاص في الإمارة، من مؤسسات تعليمية ومدارس ورياض أطفال ومعاهد تدريبية، وصولاً إلى الكادر التعليمي وأولياء أمور الطَلَبة والمتعلمين والمستفيدين من التعليم الخاص. كما تقدم الاستراتيجية خارطة طريقٍ للمؤسسات التعليمية والجهات المرتبطة بالهيئة لتعزيز تضافر الجهود مع الشركاء الاستراتيجيين وأصحاب المصلحة والمعنيين، وبلورة رؤيةٍ متكاملة للارتقاء بحوكمة وكفاءة التعليم، وإرساء دعائم بيئةٍ أكثر تحفيزاً وإشراكاً للطلبة، وترسيخ ثقافة الابتكار في العمل التدريسي؛ لبناء جيل جديد من القيادات وتخريج كفاءات أكثر تنافسية وفق متطلبات سوق العمل.
وأكدت سعادة الدكتورة محدثة الهاشمي، رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص، أن إطلاق الاستراتيجية الجديدة يأتي في إطار جهود الهيئة للارتقاء بتميز وكفاءة المنظومة التعليمية تماشياً مع التوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم إمارة الشارقة – حفظه الله وعاه – لتعزيز دور التعليم باعتباره ركيزة نهضة الأمم وريادتها، وحجر الأساس في بناء الانسان والتنمية البشرية.
وأضافت الهاشمي: “رغم الظروف الاستثنائية والتحديات غير المسبوقة التي لا نزال نشهدها في ظل الأزمة الصحية العالمية، إلا أننا استطعنا بلوغ مستوياتٍ جديدة من التميز التعليمي، وواصل المجتمع التعليمي في الإمارة نموه بفضل تضافر جهود الهيئات المعنية والشركاء، ومرونة الأُطر التنظيمية والتي أتاحت لنا السرعة في التأقلم مع متطلبات “الواقع الجديد”، وضمان استمرارية العملية التعلمية دون انقطاع.”
وتمَّ تصميم استراتيجية هيئة الشارقة للتعليم الخاص (2022- 2024) بمشاركة مجموعة من الخبراء والقيادات والكفاءات الأكاديمية والنُخَب الفكرية، من ضمنهم 25 قيادياً حكومياً وتربوياً و11 خبيراً تعليمياً،
ممثلينَ 12 جهةً حكومية وخاصة و5 مؤسسات دولية. وحرصاً على مواكبة المتغيرات العالمية المتسارعة، تمَّت الاستعانة بما يزيد عن 25 تقريراً دولياً يتمحور حول تطور الأنماط والمنهجيات التعليمية في عصر الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، ومستقبل التعليم وكيفية سد الفجوة بين مُخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل.
وتعكس استراتيجية هيئة الشارقة للتعليم الخاص أولويات ومحاور خطط عملها المستقبلية، لا سيما تعزيز جودة حياة المجتمع التعليمي؛ وتعزيز الثقة في جودة التعليم؛ ونشر ثقافة الابتكار والابداع والتعلم المستمر؛ وتشجيع تنافسية الشارقة في قطاع التعليم. وتتبنى الاستراتيجية الجديدة مجموعةً من الأهداف، من ضمنها تطوير المهارات الشخصية والحياتية والمعرفية للمتعلمين؛ وتطوير القدرات التعليمية لتقديم تجربة تعليمية استثنائية؛ ومراعاة الفروق الفردية لجميع الفئات وتعزيز دمج ذوي الاحتياجات الخاصة ورعاية الموهوبين؛ وتعزيز الشراكات مع المؤسسات المحلية والدولية؛ وتطوير بيئة تعليمية جاذبة واستباقية؛ وتشجيع وتحفيز الاستثمار في قطاع التعليم في الإمارة.
وأوضحت الهاشمي أن الهيئة نجحت في تحقيق نقلة على المستوى المدرسي، وتقديم إضافةٍ نوعية للمشهد التعليمي في إمارة الشارقة منذُ إنشائها في العام 2018 بموجب مرسوم أميري أصدره صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، رعاه الله. ومنذ توليها تنظيم شؤون المؤسسات التعليمية الخاصة (الحضانات – المدارس – المراكز والمعاهد)، أطلقت الهيئة مجموعةً من المشاريع والمبادرات ومن أهمها المبادراتِ الخاصةِ التي أطلقها سمو الحاكم – حفظهُ الله – للارتقاء بالميدانِ التّربوي، ومنها مبادرةُ “مدرستي أجمل” بإجمالي 50 مليون درهم لتحسين وتجميل المرافق المدرسية في الشارقة، ومبادرةُ “أولادكم في مأمن” لتتبع أبنائنا الطلبة في الحافلات منذ لحظة خروجهم من المنزل وحتى عودتهم بعد انتهاء اليوم الدراسي. وتوفيرُ “مياه زلال” مجاناً لكافةِ المدارسِ والحضانات الخاصة في الشارقة. كما وتم الانتهاء من تعيين الدفعة الأولى من معلمي اللغة العربية والتربية الإسلامية المنتسبين لبرنامج (معلم وأفتخر) والذي يؤهل خريجي الجامعات لممارسة مهنة التعليم وتوظيفهم في المدارس الخاصة في الشارقة ضمن مشروع سلطان
القاسمي للتوطين في القطاع الخاص. كما وتم إطلاق أكاديمية الشارقة للتعليم بتوجيهات سمو الحاكم وإيمانه بأهمية تطوير مهارات المعلم وعِظَمِ دورهِ للارتقاء بمنظومة التعليم.
وتأكيداً على التزام هيئة الشارقة للتعليم الخاص بالارتقاء بالتعليم الخاص في الشارقة، جاء الوعد بالتركيز على بناء الإنسان كونه محوراً لعمل منظومة التعليم، وتشجيع المعرفة والتعلم عبر الأجيال، وتقديم خدمات تعليمية ذات جودة عالية تلبي احتياجات المجتمع التعليمي، وتوفير فرص تعليمية ذات جودة عالية تلبي احتياجات المجتمع، وتوفير فرص تعليمية لكافة فئات المجتمع، وتطوير مناهج وأنشطة تتناسب مع مهارات المستقبل وتطوير بيئة تعليمية صحية وآمنة ومنتجة للجميع، وبناء كادر تعليمي يتوافق مع أعلى المستويات المهنية والأخلاقية، وتوفير خدمات مصممة بالشراكة مع كافة فئات المجتمع، وبدوره، قال سعادة الأستاذ علي الحوسني، مدير هيئة الشارقة للتعليم الخاص: “إنَّ التطور الذي تشهده المسيرة التعليمية والعلمية والنهضة الفكرية والمعرفية والثقافية في إمارة الشارقة هي نتائج للفكر النيّر والتوجيهات السديدة والرعاية الكريمة والدعم المباشر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، رعاهُ الله. وسنعمل جاهدين على تنفيذ الوعد الذي أطلقناه اليوم، وتطبيق كامل برامج وخطط ومبادرات استراتيجيتنا الجديدة، مستلهمين العزيمة والإصرار من الرؤية السديدة لقيادتنا الرشيدة لتحويل التحديات إلى فرص.”
وفي إطار الاستراتيجية الجديدة (2022-2024)، تعتزم الهيئة تنفيذ 24 مبادرة خلال الفترة المحددة. كما اعتمدت الهيئة أربعة ممكّنات استراتيجية، وهي حوكمة واستدامة وكفاءة التّعليم الخاص؛ والتوظيف الامثل للبيانات؛ والممكنات الرقمية؛ وثقافة التحسين المستمر. وتأتي هذه الممكّنات مواكبةً للأهمية المتنامية للحوكمة في الارتقاء بكفاءة الإدارة والعمليات المؤسسية، واستجابةً لتطورات المشهد التعليمي، والتي توجب تعزيز الاعتماد على الموارد البيانية وتسريع وتيرة الرقمنة لضمان استمرارية وجودة وتنافسية العملية التعليمية.
وحرصاً على كفاءة التنفيذ وجودة النتائج، وضعت هيئة الشارقة للتعليم الخاص 8 مؤشراتٍ استراتيجية للأداء وحددت نِسَب التنفيذ والنمو الواجب استكمالها حتى نهاية العام 2024. وتتضمن المؤشرات القابلة للقياس الكمي: تحقيق معايير جودة حياة المجتمع التّعليمي في المؤسسات التّعليميّة الخاصة في الشّارقة (80%)؛ والتحسُّن في مستوى أداء المؤسسات التّعليميّة وفق اطر التقييم المعتمدة (70%)؛ وثقة المجتمع التّعليمي في الخدمات المقدمة في المؤسسات التّعليميّة في إمارة الشّارقة (90%)؛ وخدمات رقمية تقدم بطريقة استباقية (100%)؛ وتأهيل وتدريب الكوادر التّعليميّة لتتواءم مع متطلبات المستقبل (100%)؛ وزيادة في الاستثمارات في مجال التّعليم (20%)؛ وتحسن نتائج الاختبارات الدولية (20%)؛ و 20شراكة سنوية ذات فعالية تستهدف تطوير المهارات وغلق الفجوات بين التعليم الأساسي والجامعي وسوق العمل.
COMMENTS