قال 51% من الموظفين العاملين في مجال تقنية المعلومات بالمملكة العربية السعودية إن مهام العمل قد ازدادت منذ التحوّل إلى العمل عن بُعد، وفقًا لما أسفرت عنه دراسة استطلاعية أجرتها كاسبرسكي حديثًا، وشملت 4,303 من موظفي تقنية المعلومات. ووصف 18% ممن استطُلعت آراؤهم الزيادة في حجم مهام العمل بأنها كبيرة، في حين أفاد 35% بأنهم لم يلاحظوا تغيرًا في حجم مهام العمل الموكلة إليهم، في حين لاحظ 9% فقط انخفاضًا في نطاق العمل بسبب ظروف العمل الجديدة.
وكانت رقمنة مهام عمل الموظفين أحد أسرع التغيرات التي حدثت في العام 2020. وكان 82% من المديرين أعربوا، مع بداية الإغلاقات آنذاك، عن قلقهم من أن الانتقال السريع إلى العمل عن بُعد قد يؤدي إلى حدوث انخفاض في الإنتاجية، فيما ذكر 69% من الموظفين أن العمل عن بُعد يؤثر سلبًا في حالتهم العاطفية. ويرى الخبراء أن الوقت قد حان، مع اقتراب العام الثاني للجائحة من نهايته، لإعادة تقييم الآثار المترتبة على العمل عن بُعد بالنسبة للعاملين في قطاع تقنية المعلومات.
وبالرغم من أن الاستطلاع كشف عن أن أكثر من نصف الموظفين شهدوا زيادة في مهام العمل، فإن 58% ممن شملهم الاستطلاع أفادوا بأنهم لم يعودوا يشعرون بالإرهاق في نهاية يوم العمل عن بُعد، بل إن 41% ذكروا أنهم شعروا بمزيد من الطاقة خلال العمل من المنزل، وأن 17% فقط لم يلاحظوا فرقًا في هذا الناحية.
أما من ناحية الاستقرار العاطفي، فقد حظي العمل عن بُعد بإعجاب الموظفين؛ إذ أفاد 53% من المستطلعة آراؤهم بأنهم شعروا براحة أكبر في العمل عن بُعد أو أنهم لم يلاحظوا زيادة في القلق بسبب العمل الإضافي، في حين شعر 37% براحة أكبر في العمل من المنزل.
ومع ذلك، كانت نسبة الموظفين الذين شعروا بعدم الارتياح بسبب الابتعاد عن زملائهم كبيرة، إذ قال 42% من المشاركين في الدراسة الاستطلاعية إنهم شعروا بتعب أكبر، في حين أفاد 47% بأنهم شعروا بقلق أكبر من العمل من المنزل.
وفي السياق نفسه، تمثل أحد الحلول التي أثبتت رواجًا بين الموظفين في نموذج “العمل الهجين”، الذي لقي الترحاب بين الموظفين، عندما تحوّل 30% منهم إلى العمل الهجين بحلول منتصف العام 2021.
كذلك لقي الحلّ المتمثل بتنفيذ إجراءات تُعنى بصحة الموظفين ورفاههم، الترحيب من قوى العمل، لا سيما وأن العديد من الشركات باتت ترقى إلى مستوى التحدّي وتسعى لتقديم طرق تساعد في التعامل مع مشكلات التوتر والإرهاق التي قد يعاني منها موظفوها. وأصبحت 93% من الشركات تستثمر في دورات تدريبية لتحسين المهارات الأساسية، مثل كفاءة الإدارة وحُسن استغلال الوقت (43%). كما تقدّم الشركات امتيازات مثل الإجازة الإضافية أو السنوية مدفوعة الأجر (38%)، وتقديم استشارات ودورات تدريبية عبر الإنترنت حول الرفاه والصحة (40%).
لكن تقرير الدراسة، من ناحية أخرى، يُشير إلى وجود الكثير مما ينبغي عمله للتخفيف من أعباء العمل المتزايدة بين الموظفين العاملين عن بُعد. وأظهر التقرير أن 52% فقط من الشركات اتخذت تدبيرًا عمليًا واحدًا على الأقل، مثل أتمتة العمليات الأمنية أو تعيين موظفين إضافيين، من أجل معالجة إرهاق الموظفين.
وقالت مارينا ألكسيفا رئيس الموارد البشرية لدى كاسبرسكي، إن رفاه الموظفين بات اليوم محور اهتمام العديد من الشركات، لكنها لفتت إلى عدم وجود حل واحد مناسب للجميع في هذا الجانب، نظرًا لأن نجاحه يعتمد على احتياجات جميع الموظفين، مؤكّدة أن هذه البرامج يمكن أن تشمل المساعدة النفسية وممارسات التركيز الذهني وبرامج اللياقة البدنية، علاوة على خدمات الاستشارات القانونية والمالية لمساعدة الموظفين على التعامل مع المواقف الصعبة في حياتهم.
وأضافت: “من المهم، بالرغم من ذلك، خلق ثقافة من شأنها تشجيع الموظفين على التعبير بأريحية عن حالتهم العاطفية والإفصاح عن المشاكل التي قد تحدث مع المديرين أو الزملاء أو الموارد البشرية. ونحن فخورون في كاسبرسكي ببناء هذه الثقافة، التي قدمنا في إطارها خلال العام الماضي استطلاعات لتقييم شعور موظفينا ومعرفة سبل مساعدتهم، كما قدمنا خدمات في الصحة واللياقة البدنية والدعم النفسي، وأنشأنا منصة مخصصة للاسترخاء الرقمي هي Cyber Spa، التي تساعد كلاً من موظفينا وعملائنا على الاسترخاء والاستراحة من ازدحام العمل”.
وتقدّم كاسبرسكي بالتعاون مع المركز العالمي لأماكن العمل الصحية النصائح التالية لتمكين الشركات من تطوير استراتيجياتها الخاصة بالموارد البشرية بالتوازي مع تطور احتياجات موظفيها:
- على أرباب العمل السعي بطريقة منهجية لمعالجة المسائل الأساسية التي تسبب الإرهاق، والتي تشمل، بجانب أعباء العمل، تحقيق توازن بين التحكّم والطلب، وممارسات الإدارة، والقدرة على التنبؤ، والدعم الاجتماعي، وإعادة توزيع العمل، وما إلى ذلك. كما يجب الحرص على تقييم هذه العوامل وتحسين إدارتها باستمرار.
- استخدام مزيج من الاستطلاعات والمؤشرات لضمان اتباع نهج متّسق وفعال تجاه رفاه الموظفين وصحتهم، مثل استطلاعات المشاركة، وتقييمات المخاطر النفسية، واستطلاعات الرفاه، وبرامج مساعدة الموظفين، والإجازات المرضية، ودراسات الإجهاد، ومستويات الإرهاق.
- التحلّي بالمرونة والانفتاح على ممارسات العمل المختلفة ما أمكن. ويمكن أن تتيح تنسيقات العمل المختلطة المرونة المطلوبة من الموظفين اليوم مع ضمان التركيز على تحقيق النتائج.
- تثقيف الموظفين لاستخدام ممارسات الأمن الرقمي الأساسية عند العمل عن بُعد، كسُبل تجنب الوقوع ضحية لرسائل التصيد الإلكترونية ومحاولات الاحتيال على الويب، وكيفية الإدارة السليمة للحسابات وكلمات المرور. وفي هذا السياق، ابتكرت كاسبرسكي وArea9 Lyceumدورة تدريبية مجانية لمساعدة الموظفين على العمل بأمان من منازلهم.
- مساعدة الموظفين على إدارة “سلامتهم الرقمية”. فمن المهم اليوم، في ظلّ زيادة الاعتماد على التقنيات في الحياة اليومية، الحفاظ على التوازن الصحيح. ومن هذا المنطلق، عقدت كاسبرسكي شراكة مع نيل ترانتر، المحاضر المختص في مجال اليقظة الذهنية، إلى تطوير دورة تأمل متخصّصة بعنوان “التغلب على الإجهاد الرقمي وإدمان الهواتف الذكية”. وتتضمن الدورة أيضًا درسًا إضافيًا مخصصًا لتحديات العمل عن بُعد، يهدف إلى مساعدة الأشخاص على تطوير عادات عمل صحية وتحقيق توازن أفضل بين العمل والمعيشة.
COMMENTS