في الوقت الذي يتكيف فيه العالم بحذر مع طريقة جديدة للعيش في مرحلة ما بعد الجائحة، سيقوم مصنعو الإضاءة بالتعريف بفوائد الإضاءة التي تتمحور حول الإنسان ومصابيح إل إي دي ذات الأشعة فوق البنفسجية من الموجة سي والتي يمكنها تطهير الأسطح في أقل من دقيقة وقتل ما يصل إلى 99.9% من الجراثيم – بما في ذلك كوفيد-19.
من المعلوم أن الاشعة فوق البنفسجية تستخدم لتعقيم وتطهير المعدات الطبية منذ سنوات، إلا أن فعاليتها برزت مؤخراً، حيث أصبحت مصابيح إل إي دي الآن في المقدمة لتصبح التقنية الأهم التي تجمع غيرها من التقنيات التي تثري حياة الإنسان.
وسواء كان الانسان يعمل من المنزل أو في المكتب، فقد سلطت الجائحة الضوء على موضوع آخر مهم، ألا وهو كيف أصبحت تقنيات الإضاءة التي تتمحور حول الإنسان تفيد صحته وجسمه وذلك من خلال استخدام الإضاءة الاصطناعية لمحاكاة الضوء الطبيعي الذي تستخدمه الساعة البيولوجية لضبط إيقاعها.
وهنا سيقوم العارضون في معرض لايت ميدل إيست التجاري القادم في دبي بعرض كيف أن نظم الإضاءة الصلبة المتطورة (SSL) وإضاءة إل إي دي و إضاءة إنترنت الأشياء لا تستخدم لكونها أكثر استدامة ورفقاً بالبيئة فحسب، بل لأنها أيضاً مفيدة لصحة الإنسان.
سيقام المعرض الذي يستمر ثلاثة أيام في دورته الخامسة عشر، في الفترة من 28 إلى 30 سبتمبر 2021 في مركز دبي التجاري العالمي، وسيضم حوالي 100 عارض من 23 دولة.
شركة إليتريكو لايتينغ، ومقرها الإمارات العربية المتحدة، هي من بين هؤلاء العارضين، ويوضح مديرها العام محمد خليل أن تقنية الإضاءة الصلبة التي تستخدم تقنيات إل إي دي أو إل إي دي العضوي أو البوليمري كمصادر للإضاءة بدلاً من الفتائل الكهربائية أو البلازما أو الغاز يمكن أن تكون أفضل من حيث الإنتاجية وكذلك لصحة الإنسان.
وأضاف السيد خليل أيضاً إن الجائحة العالمية فتحت الباب أمام فرصة تمت مناقشتها بشكل كبير سابقاً ولكن نادراً ما تم تطبيقها، وهي الإضاءة المستخدمة في الرعاية الصحية.
حيث قال: “دفع ظهور كوفيد-19 الباحثين في جميع أنحاء العالم إلى تطوير نوع من اضاءة إل إي دي ذو أشعة فوق بنفسجية لتطهير وتعقيم أسرّة المستشفيات و الأرضيات و الأسطح التي يمكن أن يحافظ فيها الفيروس على نشاطه”.
“يمكن تعديل مصابيح إل إي دي ذات الاشعة فوق البنفسجية من الموجة سي لتطلق أطوالاً موجية بين 260 و 270 نانومتر والتي يمكن أن تقتل فيروس كوفيد-19 بالإضافة إلى أسعارها المناسبة ومزاياها في الاستدامة. وتعمل الشركات الكبرى بالفعل مع مؤسسات الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم لتسريع استخدام مصابيح إل إي دي ذات الأشعة فوق البنفسجية للقضاء على خطر العدوى من اللمس أو الاتصال”.
وفي حين أنه قد يكون صعباً رؤية الجانب المشرق من حدوث شيء خطير مثل جائحة عالمية، إلا أن كوفيد-19 لم يسرع فقط تطوير تقنيات الإضاءة، ولكنه ساهم أيضاً في اعتماد تقنيات جديدة.
ويعتقد دارمندرا باتيل، المدير التنفيذي لشركة كرييشن جلف، وهي شركة استشارات وتوزيع لتقنيات الإضاءة ومقرها دبي، وعارض منتظم في معرض لايت ميدل إيست، أن عملية الاستخدام السريع لإنترنت الأشياء في الإضاءة ستكون المستفيد الرئيسي من هذا التطور.
وقال السيد باتيل: “إنترنت الأشياء هو المستقبل بالتأكيد. وكما هو الحال مع معظم شركائنا المصنعين، نعتقد أنه بمرور الوقت سيتم توصيل أي شيء قابل للتوصيل. علاوة على ذلك، سيعمل إنترنت الأشياء أيضاً على تمكين الإدارة والوصول عن بُعد مما سيجعل الحياة أسهل للعملاء والمشغلين.”
وأضاف السيد باتيل أنه بينما تم تطبيق تقنيات الإضاءة المتمحورة حول الإنسان في أماكن العمل، إلا أن بداية عصر “العمل من المنزل” يعني أنها أصبحت الآن مطلوبة داخل المنازل و خارجها وفي أي مكان يجتمع فيه الناس.
وأضاف السيد باتيل: “أدت الزيادة في عدد الشركات التي تتبنى مبدأ” العمل من المنزل” إلى قضاء الأشخاص وقتاً أطول في منازلهم أكثر من قبل. إنها مسألة وقت فقط حتى تبدأ المشاريع السكنية في تطبيق أساليب تركز على الإنسان وتحاكي إيقاعات الساعة البيولوجية لتحسين نوعية الحياة.”
لايت ميدل إيست هو المعرض الأهم في المنطقة، حيث يأتي محملاً بالعديد من الفعاليات مثل حفل جوائز، ومؤتمرات للإضاءة والتصاميم والتقنيات. وستشهد دورة هذا العام تنظيم أكبر جناح ألماني على الإطلاق منذ 15 عاماً، إلى جانب العديد من الدول المشاركة الأخرى مثل بيلاروسيا وفنلندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وبولندا وروسيا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك دولة الإمارات العربية المتحدة.
يتم تنظيم المعرض السنوي من قبل شركة ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط، ويعود مع الدورة الثامنة من حفل جوائز لايت ميدل إيست الشهير، إلى جانب مؤتمر ثينك لايت الذي يستمر لثلاثة أيام وسيتناول أحدث التوجهات والتقنيات والفرص في تصاميم الإضاءة المعمارية في عالم ما بعد الجائحة.
وقال ديشان إسحاق، مدير معرض أول – لايت ميدل إيست، إن الفعاليتين ستوفران للعارضين والمندوبين والزوار على حد سواء عدداً لا يحصى من فرص التواصل وإعادة التواصل التجاري ضمن بيئة حية وآمنة في أرض المعرض.
وأضاف السيد إسحاق: “سيكون حفل جوائز لايت ميدل إيست مثيراً للاهتمام بشكل خاص حيث نحتفل بمشاريع الإضاءة والشخصيات التي تغلبت على أصعب التحديات في فترة العام ونصف العام الماضية.”
“في غضون ذلك سيكون لمؤتمر ثينك لايت مسارات مخصصة؛ حيث سيسلط اليوم الأول الضوء على الاستدامة، كفاءة الطاقة، المباني المنعدمة الانبعاثات، المواصلات والبنية التحتية، الإضاءة في قطاع الرعاية الصحية، إنترنت الأشياء والإضاءة الذكية.
“في اليوم الثاني، سينصب الاهتمام على الإضاءة التجارية، الضيافة، الإضاءة العامة والخارجية، إلى جانب جلسة مخصصة في مفهوم السماء المظلمة، أو كيفية معالجة التلوث الضوئي في الوقت الذي يصبح فيه الظلام أكثر ندرة.
“كما ستكون هناك أيضاً سلسلة من ورش العمل في اليوم الثالث بالشراكة مع معهد الإضاءة و مؤسسة وايلد (WILD – Women in Leadership Deliver). أما بالنسبة لمن لا يتمكن من حضور المعرض فعلياً فيمكنه التواصل بشكل افتراضي عبر النسخة الرقمية من المعرض.”
COMMENTS