Homeمنوعات

اعتنِ بقلبك في عيد الحب…

اعتنِ بقلبك في عيد الحب…

الدكتور سيد سكيب نزير، أخصائي أمراض القلب التداخلية في مستشفى فقيه الجامعي، يشارك خبرته ومعلوماته القيّمة ويقدم نصائح حول كيفية الحفاظ على صحة القلب في عيد الحب وكل أيام السنة…

 

مع اقتراب عيد الحب، تبدأ المتاجر ومراكز التسوق والفنادق والمطاعم في دبي بتقديم عروضها المميزة وتكتسي باللون الأحمر وبأشكال وتصاميم القلب وتجذب السكان بدليل الهدايا وخيارات الوجبات الخاصة. لا شك أن عشاءً رومانسياً فاخراً خارج المنزل أو الاستمتاع بالحلويات والمأكولات اللذيذة والمشروبات الاحتفالية يعد بالنسبة للكثيرين الطريقة المثالية للاحتفال بعيد الحب، لكن الخُبراء يدعون الناس للاحتفال بالقلب بصورة مختلفة.

على الرغم من تزايد الوعي خلال السنوات الأخيرة، لا تزال أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة بين الرجال والنساء[1]. إن التمتع بقلب سليم هو التزام على المدى البعيد بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الجنسية. لذا فإن تبني اختيارات نمط الحياة الصحية هو أمر أساسي لحياة أطول وأكثر صحة وسعادة.

يوضح الدكتور سيد سكيب نزير، أخصائي أمراض القلب التداخلية في مستشفى فقيه الجامعي: “يوجد العديد من الطرق للحفاظ على صحة القلب، لكن هناك أربعة عوامل رئيسية تلعب دوراً أساسياً في صحة القلب”.

وتشمل:

  • التخلص من العادات السيئة كالتدخين
  • الحركة وممارسة التمارين الرياضية
  • إدارة مستويات التوتر
  • تبني نظام غذائي صحي

 

كيف تؤثر هذه العوامل على القلب تحديداً؟

التدخين

من المُثبت أن التدخين هو أحد الأسباب الرئيسية لأمراض القلب. إذ يتسبب التبغ في حدوث تغيرات في الجسم عن طريق إنتاج مواد سامة وكيماويات تؤثر سلباً على الأوعية الدموية المتصلة بالقلب. وذلك يشمل تأثيرات قصيرة وطويلة المدى على القلب.

 

  • على المدى القصير: على سبيل المثال، أحد التأثيرات المباشرة للتدخين هو تقليل أكسيد النيتريك، وهو مركب كيميائي في جسم الإنسان يعمل على إرخاء الأوعية الدموية. عند التدخين، ينخفض ​​إنتاج أكسيد النيتريك، مما يتسبب في تعقيد تدفق الدم في الأوعية.

 

  • على المدى الطويل: على المدى الطويل، تبدأ هذه السموم بإحداث تغييرات داخل الأوعية الدموية وتنشيط الخلايا غير السليمة. هذه الخلايا عرضة لتجميع الكوليسترول من الدم داخل جدران الأوعية الدموية مما يؤدي إلى تراكمه وبالتالي يقل تدفق الدم إلى القلب. ويؤدي ذلك إلى تسارع ضربات القلب وزيادة ضغط الدم. كذلك يمكن أن تتشكل الجلطات مما يؤدي إلى انسداد يقلل من تدفق الدم إلى الأعضاء المهمة وأجزاء أخرى من الجسم وبالتالي قد يؤدي إلى حدوث سكتة دماغية.

 

ممارسة الرياضة

ممارسة الرياضة مفيدة جداً للجسم. أثناء التمارين وحين يرتفع معدل ضربات القلب، يزداد تدفق الدم، ويساعد على توفير المزيد من الأكسجين والمواد المغذية للقلب مما يجعله أكثر نشاطاً.

وتساهم التمارين الرياضية أيضاً في تعزيز الصحة النفسية والذهنية للإنسان إذ يطلق الجسم مادة كيميائية تسمى الإندورفين وهي تعزز شعور السعادة في الجسم كما أنها تخفض مستوى الإجهاد.

 

الإجهاد والتوتر

حاول قدر المستطاع ألا تقلق وتقف كثيراً عند المشكلات الصغيرة، سواء كان ذلك لضغوطات مرتبطة بالعمل أو مشاكل مالية أو صحية، فإن إدارتها عن طريق التنفس العميق وإرخاء العضلات وتخصيص وقت للاستراحة سيترك تأثيرات إيجابية على القلب.

الإجهاد أو التوتر هو حالة ذهنية- وتحديداً حالة ذهنية سلبية تقلل من السعادة وراحة البال، مما يسبب القلق ويرفع ضغط الدم عبر زيادة معدل ضربات القلب.

وتشير الدراسات إلى أن الحيوانات الأليفة تساعد في تقليل فرص الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية بنسبة 33%.[2] لم لا تفكر في تربية حيوان أليف أو حتى إيجاد هواية تساعدك على الاسترخاء؟

 

الحفاظ على نظام غذائي صحي

يُعد اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن أمراً أساسياً للحفاظ على صحة القلب.

يجب أن يتكون النظام الغذائي الصحي من الدهون الصحية النباتية مثل الأفوكادو والمكسرات والبذور والفاصوليا وتناولها بشكل أسبوعي.

أما الدهون المشتقة من المنتجات الحيوانية، مثل قطع اللحم أو الجبن فهي تحتوي على الدهون ويجب تناولها بحذر.

يجب أيضاً تناول الفواكه والخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر (الفركتوز) مثل العنب والمانجو باعتدال. وتعد إضافة الحمضيات طريقة رائعة لتعزيز صحتك لأنها تحتوي على الكثير من الفيتامينات. أما التوت فيحتوي على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة، وهي مهمة للغاية في النظام الغذائي للإنسان. كذلك، تعتبر الخضروات التي تحتوي على مستويات عالية من الألياف خياراً أفضل للصحة.

 

يجب أن يستهلك الإنسان خمس حصص من الفاكهة والخضروات يومياً. الحصة = مقدار قليل في قبضة اليد.

على سبيل المثال، يمكن أن يشمل ذلك ما يلي:

  • صباحاً: نصف كوب من عصير البرتقال
  • الوجبة الخفيفة: توت مع زبادي
  • عند الغداء: سلطة خضراء
  • ليلاً: البروكلي والسبانخ
  • قبل النوم: تفاح أخضر

 

ويشدد الدكتور سكيب نزير على أهمية التوازن قائلاً: “السرّ هو تحقيق التوازن فتناول جميع فئات الطعام باعتدال يترك فوائد مميزة للقلب. ثم الاستيقاظ كل صباح بذهن صافٍ والتمتع بمستويات الراحة المطلوبة يساعدان أيضاً على موازنة مستويات التوتر والإجهاد. كما أن النظام الغذائي الجيد سيجعل الإنسان يشعر بمزيد من النشاط ويساعد الدماغ على التركيز “.

 

إن إجراء تغييرات بسيطة وإيجابية في نمط الحياة هو سر الاستمتاع بحياة أطول[3]. ويمكن لدمج هذه العادات الصحية أن يمهد الطريق لأسلوب حياة أكثر صحة. برأيك هل هناك هدية تقدمها لأحبائك أفضل من نعمة الاستمتاع بحياة صحية وسعيدة ومديدة معاً؟

COMMENTS