الشقيقة ( الصداع النصفي) هي نوبات شديدة متقطعة من الصداع الذي يحدث غالباً في جانب واحد من الرأس، وقد يترافق مع غثيان وتقيء وانزعاج من الأضواء والأصوات. تحدث نوبات الشقيقة ثلاث مرات أو أكثر خلال الشهر الواحد، وقد تصل في بعض المرضى إلى الحدوث أكثر من عشر نوبات خلال الشهر الواحد. هذه النوبات من صداع الشديد المتكررة تسبب للمريض الضعف العام. حيث أن غالبية المرضى يحتاجون إلى الراحة في الفراش خلال النوبات وبينها.
الشقيقة مع النسمة
قد تسبق الشقيقة أعراض ممهدة لحدوثها يطلق عليها بالمصطلح الطبي ” الشقيقة مع النسمة ” حيث أن النسمة هي أعراض تسبق نوبة الشقيقة ، منها ما هو بصري مثل تشويش في الرؤية و الشعور بوجود وميض أو بقع سوداء أمام العينين، ومنها ما هو عصبي كإحساس بالتنميل والخدر في الوجه وتلعثم بالنطق وغيرها.
زيادة عدد وشدة نوبات الصداع
حول موضوع “الشقيقة” في رمضان والتخفيف من أعرضها ، يقول الدكتور عطا غسان عطا الخزنجي، اختصاصي الأمراض العصبية في مستشفى برجيل أبوظبي: “أن من العوامل الأساسية في زيادة عدد وشدة نوبات الصداع عند مرضى الشقيقة خلال فترة الصيام في شهر رمضان المبارك هي نقص الماء ، وانسحاب الكافيين التي تحدث خلال فترات الصيام ، وإنخفاض مستوى السكر (الكلوكوز) في الدم وخصوصاً في حال عدم اتباع نظام غذائي صحيح لوجبتي الإفطار والسحور ، كتناول الكربوهيدرات بشكل مفرط خلال الوجبة الواحدة ، حيث أن الإرتفاع السريع للأنسولين في الجسم قد يؤدي إلى نقص مفاجئ للسكر في الدم. هذه العوامل هي من أهم الاسباب التي تسهم في زيادة حدوث نوبات الشقيقة في هذا شهر الفضيل أضف إلى ذلك تغير نظام الحياة اليومي والإجهاد البدني والنفسي، والتوقف عن التدخين بشكل مفاجيء عند الأشخاص المدخنين.”
الإبتعاد عن العوامل المحفزة
ويضيف الدكتور عطا غسان عطا الخزنجي:”من النصائح العامة التي ينصح بها لمرضى الشقيقة في شهر رمضان الكريم الإبتعاد عن العوامل المحفزة والمسببة لنوبات الصداع لديهم مثل الإضاءة والحر والأصوات العالية وبعض الروائح والمأكولات وتجنب الجهد والشدة النفسية والجسدية، واضطرابات النوم، وكثرة التدخين عند المدخنين خلال فترة الإفطار.
اعطاء العلاج الملائم
ولتجنب الصداع خلال هذا شهر الفضيل على الأطباء المختصين أن يقوموا بتوعية مرضاهم عن إحتمالية زيادة فرصة حدوث نوبات الصداع في شهر رمضان، واعطاء العلاج الملائم بما فيها الأدوية الوقائية المناسبة لحالتهم حيث تساهم في التقليل من شدة نوبات الشقيقة وتكرارها.
شرب كميات كافية من الماء
كما ويجب على المختصين إبداء النصح للمرضى فيما يخص نمط الحياة اليومية ونوعية الغذاء المناسب حيث ينصح المرضى بشرب كميات كافية من الماء خلال الفترة الزمنية من الإفطار الى السحور، كما وينصح بتجنب أو التخفيف من شرب الكافيين الموجود في القهوة والشاي. أضف الى ذلك ينصح المرضى بإتباع نظام غذائي مناسب وتقسيم وجبة الإفطار على فترات مع تجنب إهمال وجبة السحور.
أن الغذاء المعتدل مع ضمان وجود الأطعمة ذات الإمتصاص البطيء والاطعمة ذات المحتوى القليل من السكر وإضافة الأطعمة المحتوية على البروتينات مع نسبة من الألياف على وجبة السحور خصوصا (لإطالة تأثير وجود السكر في الدم خلال فترة الصيام ) يساهم في التقليل من شدة وتكرار نوبات الصداع لدى المرضى.
COMMENTS