أعلنت شركة بوسطن كونسلتينغ جروب عن إطلاق النسخة السابعة من برنامج “جيل طموح”، البرنامج الرائد لإعداد القيادات والكوادر الشابة، والذي يهدف إلى تمكين الجيل القادم من قيادات المستقبل في المملكة العربية السعودية. ويُشارك في نسخة هذا العام أكثر من 150 طالبًا من نخبة الجامعات السعودية ضمن برنامج يمتد على مدار ستة أشهر تم تصميمه لصقلهم بالمهارات والرؤى اللازمة للقيادة في عالم سريع التطور. ويركز البرنامج على مجموعة من القطاعات الحيوية مثل الابتكار والاستدامة والتقنيات المالية والتنمية الاقتصادية.
ومنذ انطلاق البرنامج في عام 2019، ساهم “جيل طموح” في تمكين شبكة متنامية من الخريجين الموهوبين الذين حققوا نجاحًا ملحوظًا في مساراتهم المهنية، حيث انضم العديد منهم إلى شركة بوسطن كونسلتينغ جروب ومؤسسات ريادية مرموقة أخرى داخل المملكة العربية السعودية. ويمثّل البرنامج منصة انطلاق قوية للشباب الطامحين لإحداث تأثير ملموس وقيادة التغيير الإيجابي.
وقد أُقيمت فعالية إطلاق النسخة السابعة من البرنامج تحت شعار ” أنت المستقبل”، حيث وفّرت للمشاركين تجربة معرفية مُلهمة حول تطوير المسارات المهنية والنمو في بيئة العمل. وتضمّنت الفعالية جلسات حوارية ونقاشات حول سوق العمل في المملكة والمدن الذكية والابتكار في مجالات الأمن الغذائي والمائي ومستقبل القطاع المالي. وأتاحت الفعالية كذلك نظرةً شاملةً حول كيفية رسم ملامح المسار المهني في ظل التطورات المُتسارعة في السوق السعودي وخارجه. وتفاعل المشاركون من خلال جلسات الأسئلة والأجوبة وفرص التواصل المباشر مع خبراء القطاع، مما أتاح لهم الاستفادة من رؤى عملية ونصائح قيّمة.
وتناولت الفعالية كذلك مجموعة كبيرة من الموضوعات الحيوية المرتبطة بتحولات منظومة العمل الحديثة. وقدّم عمر هنيدي، الشريك في شركة بوسطن كونسلتينغ جروب بالشرق الأوسط، جلسة تفاعلية حول “رسم المسار المهني” تناول خلالها التغيرات الديناميكية في سوق العمل السعودي واستراتيجيات بناء مستقبل مهني ناجح. وأدار فلاديسلاف بوتينكو، المدير المفوض والشريك الأول في شركة بوسطن كونسلتينغ جروب بالشرق الأوسط، جلسة بعنوان “بناء المدن الذكية” سلّط خلالها الضوء على أهمية التكامل المرن بين التقنيات والتخطيط الحضري لبناء بيئات سكنية مُستدامة ومُبتكرة.
وفي هذا السياق، قال فلاديسلاف بوتينكو إن “تحقيق مفهوم المدن الذكية يتطلب التركيز على دمج التطورات التقنية مع بناء منظومات مُتكاملة تتسم بالاستدامة والمرونة وتتمحور حول الإنسان في المقام الأول. وكذلك فإن مستقبل التطوير والتنمية الحضرية يكمن في قدرتنا على الابتكار بتناغم مع الطبيعة لضمان أن تصبح مدننا مراكز نابضةً بالحياة. وقد ناقشنا اليوم خلال فعالية (جيل طموح) كيفية وضع تصور لمستقبل لا تقتصر فيه المدن على ذكاء بنيتها التحتية فحسب بل تمتد لتشمل في جوهرها الاهتمام بالبيئة والاقتصاد وقبل كل ذلك الإنسان.”
وأدارت إيفون تشو، المدير المفوض والشريك الأول بشركة بوسطن كونسلتينغ جروب بالشرق الأوسط، نقاشاً حيوياً حول مستقبل الأمن الغذائي والمائي، حيث أكدت على أهمية الحاجة إلى إيجاد حلول مُبتكرة للإنتاج الغذائي المُستدام والحفاظ على الموارد المائية في ظل تصاعد التحديات البيئية العالمية. وتناول مارتن بليشتا، الشريك في شركة بوسطن كونسلتينغ جروب بالشرق الأوسط، مستقبل القطاع المالي مسلطاً الضوء على الكيفية التي تُعيد بها التقنيات الحديثة رسم استراتيجيات التمويل والتخطيط المالي للمستقبل.
إلى ذلك، أتاحت ورشة العمل الاستشارية للمشاركين لمحة عن تجربة التعلم التي سيمرون بها خلال الأشهر الستة المقبلة، حيث استكشفوا من خلالها آليات التفكير التحليلي وحل المشكلات الواقعية ضمن بيئة شركة بوسطن كونسلتينغ جروب وتعرفوا على المهارات الأساسية المطلوبة في هذا المسار المهني.
وشهد البرنامج أيضاً جلسة حوارية بعنوان “ما الذي يتطلبه العمل كمستشار؟” أدارتها شادن نصيف، قائد المشاريع في شركة بوسطن كونسلتينغ جروب بالرياض، بمشاركة عدد من أعضاء فريق شركة بوسطن كونسلتينغ جروب من مختلف المراحل المهنية بدءاً من المنتسبين الجدد والمستشارين وصولاً إلى خريجين سابقين من البرنامج، حيث شاركوا تجاربهم الشخصية في مجال الاستشارات ونماذج من تطورهم المهني داخل الشركة وكيف ساعدتهم المهارات المكتسبة في خوض تحديات جديدة واقتناص الفرص بعد فترة عملهم مع شركة بوسطن كونسلتينغ جروب.
وألقى محمد الخالد، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة “Netzero”، كلمة مُلهمة استعرض خلالها رحلته الشخصية والإنجازات التي حققها في مجال الاستدامة والتحديات التي واجهها، مؤكداً التزامه بتحقيق الحياد الكربوني. وقد لعب الخالد دوراً بارزاً في تعزيز جهود الاستدامة في المملكة العربية السعودية من خلال مشروعات نوعية شملت مجالات حيوية متنوعة منها زراعة الأشجار لخفض انبعاثات الكربون وتعزيز عملية تخضير المدن وتقليل الاعتماد على أجهزة تكييف الهواء وتوظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتبسيط عمليات الزراعة والحفاظ على الأشجار بذكاء وتحسين البيئات الطبيعية وتعزيز قيمة العقارات وجودة الحياة، إلى جانب تحسين جودة الهواء وتشجيع أنماط الحياة الصحية والأنشطة الخارجية.
وفي ختام الفعالية، قدّم الدكتور أكرم عوض، المدير المفوض والشريك في شركة بوسطن كونسلتينغ جروب بالشرق الأوسط، جلسة مميزة بعنوان “إطلاق العنان للإمكانات: قوة أن تكون قادرًا” استعرض خلالها إطاراً عملياً يُجسّد المبادئ الجوهرية في تحفيز التحول الإيجابي المُستدام واكتشاف الإمكانات الكامنة داخل كل فرد ودفعه نحو إحداث التغيير الحقيقي.
إعداد قادة المستقبل في عالم متغير
تتطلب التحولات المتسارعة التي تشهدها المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030 قادة يتمتعون بمزيج من الخبرة التقنية والقدرة على قيادة الابتكار وتعزيز الشمولية وصياغة ملامح المستقبل. ويساهم برنامج “جيل طموح” في دعم هذا التوجه من خلال توفير تجربة عملية مباشرة للمشاركين ضمن قطاعات تُعد من الركائز الأساسية لتعزيز ازدهار المملكة وترسيخ مكانتها الرائدة كاقتصاد معرفي قائم على الابتكار.
وفي هذا السياق، صرح فيليب كورنيت دي سانت سير، رئيس مكتب شركة بوسطن كونسلتينغ جروب بالرياض إن “الاقتصادات العالمية تشهد تحولات كبيرة في أنماط المشاركة في سوق العمل، والمملكة العربية السعودية ليست استثناءً في هذا الأمر؛ وإنه لمواكبة المستقبل وبناء مجتمع أكثر قدرة على الصمود علينا التركيز على صقل المهارات وتطويرها وتهيئة الجيل الجديد من قيادات المستقبل. ويتيح برنامج (جيل طموح) للمشاركين فرصة فريدة لاكتساب المهارات الحيوية التي تؤهلهم لقيادة قطاعات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي والاستدامة والتقنيات المالية وتمكينهم من المشاركة الفعّالة في مواجهة التحديات العالمية.”
وقال الدكتور أكرم عوض، المدير المفوض والشريك في شركة بوسطن كونسلتينغ جروب إن “المواهب التي رأيناها اليوم كانت مُلهمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهم شباب وشابات يمتلكون الرؤية والقدرة على صناعة التغيير بدافع من الإرادة الحقيقية لصياغة مستقبل مُشرق. ونحن على ثقة بأنهم عوامل رئيسية لتعزيز مسيرة التحول والتنمية، بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030. ومن خلال الإرشاد الذي يتلقونه من خبراءشركة بوسطن كونسلتينغ جروب والنقاشات المُحفّزة للأفكار والتجربة العملية من خلال مشروعات واقعية، فإن برنامج (جيل طموح) يمنحهم الأدوات اللازمة للابتكار والقيادة ويهيؤهم لإعادة تعريف القطاعات والارتقاء بالمجتمعات نحو التقدّم والازدهار”.
وقالت نوره السويلم، أحد خريجي البرنامج، إن “المشاركة في برنامج (جيل طموح) تعد تجربة تحولية مُهمة على المستوى الشخصي والمهني. وكذلك فإن المناقشات التي شهدناها اليوم لا تعبّر عن فرص المستقبل فحسب بل تعزز دورنا كصُنّاع للتغيير، حيث يتجاوز هذا اللقاء كونه مساحة للتواصل، فهو منصة حقيقية للأفكار التي تُسهم في تشكيل رؤيتنا لمستقبل أكثر استدامة.”
بناء مستقبل شامل في المملكة العربية السعودية
يُجسّد برنامج “جيل طموح” التزامه العميق بالتنوّع والشمول عبر ضمان تكافؤ الفرص بين الذكور والإناث وتمكين الشباب والشابات على حد سواء من الاستفادة الكاملة من البرنامج. وتضم دفعة هذا العام توازنًا بنسبة 50:50 بين الذكور والإناث، بما يتماشى مع رؤية المملكة العربية السعودية لمستقبل شامل يُتيح للجميع المشاركة في قيادة مسيرة التنمية الوطنية والمساهمة في بنائها.
وفي هذا السياق، قال عبد الله السيف، أحد المشاركين في البرنامج إن “الانضمام إلى النسخة السابعة من برنامج (جيل طموح) يعد تجربة مُلهمة وثرية بكل المقاييس. لقد أتاحت لي هذه الفعالية فرصة فريدة للتواصل مع قيادات القطاع، واكتساب رؤى عملية قيمة، والعمل جنباً إلى جنب مع زملاء يشاركونني الطموح ذاته. ومع انطلاق الأشهر الستة المقبلة من البرنامج، فإنني أتطلع لتطوير مهاراتي بشكل أعمق من خلال التوجيه المباشر من خبراء شركة بوسطن كونسلتينغ جروب واستكشاف سُبل مُبتكرة للمساهمة بصورة فعالة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. لقد منحتني هذه التجربة بالفعل إحساساً بالهدف والطموح، وأنا مُتحمسة لأكون جزءاً من تشكيل ملامح المستقبل.”
ومع استمرار نمو “جيل طموح”، يواصل البرنامج لعب دور حيوي في دعم التزام المملكة العربية السعودية بتأهيل جيل جديد من القيادات القادرة على قيادة التحوّل والإسهام في بناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة.
COMMENTS