أعلنت جينسلر ، الشركة العالمية الرائدة في مجالات العمارة والتصميم والتخطيط، عن نتائج استطلاعها العالمي لمقار العمل لعام 2025، والذي يقدم رؤية معمقة حول كيفية تطور بيئات العمل وما يعنيه ذلك لمستقبل العمل في السعودية. ويُعد هذا الاستطلاع، الذي بلغ عامهالعشرين، واحداً من أوسع الدراسات في تصميم أماكن العمل، حيث استند إلى آراء أكثر من 16,800 موظف بدوام كامل في 15 دولة، مععينة كبيرة من المملكة.
مع تسارع المملكة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030، توفر هذه النتائج دليلاً عملياً للجهات التي تعمل على تطوير مقار العمل المستقبليةبالتوازي مع التنوع الاقتصادي، والتحول في البنية التحتية، والنمو القائم على استقطاب المواهب. ومع مشاريع كبرى مثل نيوم، بوابةالدرعية، القدية، وحديقة الملك سلمان، إلى جانب الاستعداد لاستضافة إكسبو 2030 وكأس العالم 2034، تواكب طموحات المملكة العالميةتزايد الطلب على بيئات عمل تتمحور حول الإنسان وتعزز التجربة الوظيفية.
طارق شيخ، المدير المشارك والشريك في جينسلر الشرق الأوسط، صرّح قائلاً:
“السعودية تقود تحوّلاً حضرياً واقتصادياً تاريخياً. أنماط العيش والعمل والتواصل تتغير باستمرار، وأبحاثنا تؤكد أن بيئات العمل يجب أنتتطور معها. هناك دعوة واضحة من المحترفين في المملكة لابتكار مساحات تعكس قيم رؤية 2030 – الابتكار، الرفاهية، والإنتاجية من خلالتصميم هادف ومدروس.”
ثلاث نتائج رئيسية تعيد تشكيل مستقبل العمل في السعودية:
- تحسن بيئات العمل المادية، لكن التغييرات التدريجية لمتعد كافية:
رغم التحسينات التي طرأت بعد الجائحة، إلا أن التوقعات ارتفعت ولم تُلب بالكامل بعد. فقط 26٪ من الموظفين السعوديين يعتقدونبقوة أن أماكن عملهم الحالية تمكنهم من أداء أفضل ما لديهم. لا تزال الضوضاء، قلة توفر الغرف، ضعف العزل الصوتي، وتصاميمالمكاتب القديمة تشكل عوائق رئيسية. أكثر التحسينات المطلوبة تشمل إدارة الضوضاء، توفير مساحات للتركيز الفردي، ومناطق مرنةللتعاون الجماعي. - رغبةالموظفينالسعوديينفيتجاوزبيئاتالعملالتقليدية:
وصف 23٪ فقط مكاتبهم الحالية بأنها “مركز أعمال رسمي”، ومعظمهم لا يرغبون في استمرار هذا النموذج. يفضل الموظفون بيئاتعمل مستوحاة من الطبيعة أو مختبرات إبداعية – أماكن توفر الهدوء، المرونة، وتعزز الصحة الحسية. هذا التوجه يتماشى مع مبادئالتصميم الحديثة التي يتم اعتمادها في المشاريع الضخمة بالمملكة. - أفضلأماكنالعملتدعمالتعاونالمباشروتعززالغايةالمؤسسية:
ما زال الموظفون السعوديون يرون المكتب كمكان أساسي للتواصل، حيث اختار 42٪ المحادثات الصغيرة المجدولة كأفضل وسيلةللتعاون. رغم ذلك، شعر 27٪ فقط أن غرف الاجتماعات الحالية تدعم ذلك بفعالية. أهم أسباب الحضور للمكتب شملت الاجتماعاتالجماعية، المحادثات السرية، والاستفادة من بيئات العمل المريحة صحياً – مما يبرز أهمية وجود مساحات مصممة بعناية لدعم هذهالاحتياجات.
كما أشار المشاركون إلى أن التواجد المثالي في المكتب لتحقيق أعلى إنتاجية يجب أن يكون حوالي 65٪ من وقت العمل الأسبوعي، في حينأن الحضور الفعلي أقل بسبب قيود بيئة العمل الحالية. العاملون يرغبون في العودة للمكاتب – ولكن فقط إذا أصبحت تلبي احتياجاتهمالمعاصرة.
ويسلط التقرير الضوء أيضاً على أهمية المرافق والبنية التحتية المحيطة في تحسين تجربة العمل. من أولويات الموظفين داخل المكتب وجودمناطق عمل مشتركة، مساحات للتركيز، مكتبات، ومقاهي. وخارج المكتب، أعطوا الأولوية لقربهم من المقاهي، المرافق الصحية، المساحاتالخضراء، والمراكز الثقافية المتعددة الاستخدامات – وهي تفضيلات تتماشى مع الخطط الحضرية المتكاملة لمشاريع السعودية المستقبلية.
مع سعي السعودية لترسيخ مكانتها كمركز عالمي للأعمال والسياحة والثقافة والابتكار، يصبح تطوير بيئات العمل جزءاً أساسياً من هذاالتحول. يقدم استطلاع Gensler العالمي لمقار العمل 2025 خارطة طريق مدعومة بالبيانات للجهات التي تسعى لاستقطاب أفضل المواهبودعم استراتيجيات النمو الوطني، عبر إنشاء بيئات عمل تواكب طموحات المملكة المستقبلية.
COMMENTS