ألمانيا وأيرلندا كشفت عن عزمهما التبرع بـ 160 مليون يورو دعماَ لحملة “ارفع يدك” التي أطلقتها الشراكة العالمية للتعليم، حيث سيتم تخصيص ثلثي التبرعات لبرنامج الشراكة الجديد لدعم تعليم الفتيات، وهو صندوق تمويل يهدف لتشجيع مزيد من الفتيات على التعلّم.
- وتعهدت ألمانيا بالتبرع بمبلغ 100 مليون يورو لصالح برنامج دعم تعليم الفتيات التابع للشراكة العالمية للتعليم، وذلك ضمن مبادرة دعم تعليم الفتيات (شي) (SHE – Support Her Education) الجديدة والتابعة للوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية، ومع هذه المساهمة ستنطلق الآن أعمال صندوق تسريع تعليم الفتيات التابع للشراكة العالمية للتعليم.
- كما أعلنت أيرلندا عن عزمها التبرع بمبلغ 60 مليون يورو لحملة التمويل التابعة للشراكة العالمية للتعليم، مسجلّة بذلك زيادة بنسبة 50٪ تقريباً عن مساهمتها السابقة في عام 2018، بما يشمل 10 ملايين يورو لبرنامج دعم تعليم الفتيات.
- بينما خصصت دبي العطاء، المؤسسة الإنسانية العالمية التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، 1.5 مليون دولار أمريكي من التبرعات الإجمالية التي تبلغ قيمتها 2.5 مليون دولار والتي تم الإعلان عنها في أبريل لبرنامج مسرع تعليم الفتيات.
وتم الإعلان عن التبرعات خلال فعالية رفيعة المستوى تركز على تعليم الفتيات، بتنظيمٍ من الشراكة العالمية للتعليم والوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا وصندوق ملالا.
وشملت قائمة المتحدثين المشاركين ملالا يوسفزاي، الشريكة المؤسسة لصندوق ملالا؛ وماريا فلاتشسبارث، وزيرة الدولة البرلمانية بوزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية؛ وجوليا جيلارد، رئيسة مجلس الإدارة في الشراكة العالمية للتعليم ورئيسة وزراء أستراليا السابقة؛ وكولم بروفي، وزير الدولة الأيرلندية للمساعدات الإنمائية الخارجية وشؤون المغتربين؛ وسعادة الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء والرائد الإقليمي للشراكة العالمية للتعليم. كما شارك في الفعالية قادة من بلجيكا وفنلندا وفرنسا وإيطاليا وكينيا ولوكسمبورغ والنرويج وإسبانيا وسويسرا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، بالإضافة إلى مجموعة من رواد الأعمال والناشطين الشباب.
وفي تعليقها على الموضوع،
قالت ملالا يوسفزاي، الشريكة المؤسسة لصندوق ملالا:
“سببت جائحة كوفيد-19 أزمة عالمية في مجال التعليم تستدعي منا تحويل الموارد الهامة نحو دعم التعليم لمساعدة مجتمعاتنا على التطور، لأن تعليم الفتيات يساهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين الصحة العامة والحد من الصراعات وتحسين الاستدامة البيئية وغيرها من الفوائد المتعددة. حيث يمكننا عبر برنامج دعم تسريع تعليم الفتيات ضمان تسجيل 46 مليون فتاة في المدرسة خلال العامين المقبلين“.
ومن جهته، قال الدكتور جيرد مولر، الوزير الاتحادي للتعاون الاقتصادي والتنمية:
“ما زالت تفصلنا أشواط عن تحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة حول المساواة بين الجنسين. إذ تقوم النساء بالقدر الأكبر من العمل في مختلف أنحاء العالم، لكن دخلهن لا يتجاوز ثلاثة أرباع دخل الرجال، كل هذا تفاقم في ظل أزمة كوفيد-19 التي سببت خسارة النساء لوظائفهن بشكل كبير. هناك 130 مليون فتاة على مستوى العالم غير قادرة على التعلم، حيث دفعت الأزمة الاقتصادية العالمية وأزمة الجوع 13 مليون فتاة إلى الزواج القسري وغالباً ترك المدارس. وهذا أمر غير مقبول، لذا يجب علينا أن نبذل قصارى جهدنا لحماية هذا الجيل من الضياع، حيث يعتبر تعليم الفتيات استثماراً ناجحاً سيؤتي ثماره بكل تأكيد. كما سيوفر فرصاً جديدة في العمل والمجالات الأوسع، وسيحمي النساء من الحمل غير المرغوب فيه وبالتالي يحسن فرصهن في التوظيف. وعليه، يجب أن يؤكد اجتماع الشراكة العالمية للتعليم بأن الدول الغنية تتحمل مسؤوليتها، وتفخر ألمانيا بتقديم مساهمات كبيرة في هذا المجال، حيث ضاعفنا استثماراتنا في مجال التعليم والتدريب ونتبرع الآن بمبلغ 100 مليون يورو أخرى لنتيح لمليون فتاة العودة إلى المدرسة بعد انتهاء أزمة كوفيد-19، وهذا استثمار هام لمستقبل جيل بأكمله“.
ومن جهتها، قالت جوليا جيلارد، رئيسة مجلس الإدارة في الشراكة العالمية للتعليم ورئيسة وزراء أستراليا السابقة:
“يمثل اليوم نجاحاً كبيراً لحركة تعليم الفتيات، ويعكس الآفاق الواعدة أمام دول العالم الفقيرة لتقوية أنظمتها التعليمية وبناء مستقبل مشرق يتيح للجميع المشاركة في صناعة التغيير، حيث يشجع التعليم على المساواة بين الجنسين التي تعتبر شرطاً أساسياً لبناء عالم أكثر سلاماً وازدهاراً وصحة واستدامة. واليوم أصبح ضروري أكثر من أي وقت مضى تشجيع عودة الأطفال إلى المدارس لتمهيد الطريق أمامهم لصناعة وقيادة التغيير“.
بينما قال السيد كولم بورفي، وزير الدولة الأيرلندية للمساعدات الإنمائية الخارجية وشؤون المغتربين:
“يلعب تعليم الفتيات دوراً محورياً في مواجهة تحديات العالم الكبرى اليوم، ولا يمكن تحقيق هذا الهدف إلا بوجود أنظمة تعليمية مرنة وعادلة بأعلى المستويات، حيث تتيح لنا الشراكة العالمية للتعليم بناء أنظمة فعّالة تقدّم أفضل مستويات التعليم للأطفال. كما يمكن أن يقدّم برنامج دعم تعليم الفتيات الدعم اللازم لمواجهة العقبات التي تؤدي إلى تخلف الفتيات عن اللحاق بركب التعليم، ونحن نفخر بدعم الشراكة العالمية للتعليم لتشجيع جميع الفتيات حول العالم“.
وبدوره قال سعادة الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء والرائد الإقليمي للشراكة العالمية للتعليم:
“نجح العالم في تحقيق تقدم جيد في معالجة أزمة تعليم الفتيات، وليس هناك مجال للمجازفة بخسارة هذا التقدم نتيجة الظروف الحالية. لذلك تعهدت دبي العطاء مؤخراً بالتبرع بمبلغ 2.5 مليون دولار أميركي للشراكة العالمية للتعليم، حيث سيخصص جزء كبير منه لبرنامج تسريع تعليم الفتيات. ورغم أن هذه مساهمتنا الأولى لدعم هذه المبادرة، لكن لن تكون الأخيرة. وانطلاقاً من جهودنا المتواصلة لتشجيع تعليم الفتيات والمساواة بين الجنسين منذ إطلاق دبي العطاء، فإننا ندعو الأطراف الفاعلة في المنطقة للانضمام إلينا وتجسيد الدور الحقيقي للتعاون وتحقيق رؤيتنا الجماعية“.
ويتزامن دعم حملة التمويل “ارفع يدك” مع مرحلة حرجة يمر بها قطاع التعليم في مختلف أنحاء العالم، حيث تؤثر أزمة كوفيد-19 بشكل سلبي على تعليم ملايين الأطفال؛ ولذلك تحتاج الحكومات إلى الدعم الطارئ لضمان حصولها على الأدوات والمعلمين والوسائل لتقديم تعليمٍ عالي الجودة لجميع الأطفال. وتشير التوقعات إلى أن 20 مليون فتاة قد لا تحصل على فرصة العودة إلى المدرسة إطلاقاً في مرحلة ما بعد الجائحة. ويسعى صندوق الشراكة العالمية للتعليم الجديد لتسريع التقدم في تعليم الفتيات للحفاظ على المكاسب والنتائج الإيجابية التي تم تحقيقها من خلال بذل جهود دؤوبة في مجال تعليم الأطفال حول العالم.
وتهدف الحملة المالية إلى تشجيع قادة العالم على تقديم حوالي 5 مليارات دولار أمريكي لتمكين الأطفال المُحتاجين على الحصول على التعليم في 90 دولة ومنطقة منخفضة الدخل، حيث تتزامن هذه الخطوة مع تداعيات انتشار كوفيد-19 على الأطفال في تلك الدول والمناطق، مما تسبب بأكبر حالة طوارئ تعليمية في التاريخ المعاصر.
سيساعد تمويل حملة “ارفع يدك” في:
-
- تمكين 175 مليون طفل في مرحلة التعليم الابتدائي من مواصلة التعلم
- توفير معلمين يتمتعون بأعلى مستويات التدريب المهني لحوالي 140 مليون طالب وطالبة
- تمكين 88 مليون طفل إضافي من العودة للمدرسة، حيث تشكّل الفتيات أكثر من نصفهم
- توفير 16 مليار دولار من خلال الاعتماد على آليات إنفاق أكثر كفاءة.
وستُختَتم أعمال الحملة خلال قمة تاريخية للتعليم ستُعقد في لندن يومي 28- 29 يوليو بهدف جمع التمويل لدعم الشراكة العالمية للتعليم. وسيستضيف القمة كل من رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون ورئيس كينيا أوهورو كينياتا.
COMMENTS