في 15 مارس 1975، تشرّف صاحب السمو الشيخ راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، طيّب الله ثراه، بافتتاح أوّل فندق خمس نجوم في دبي خلال حفل رسمي مميّز. بُني الفندق بتكلفة 70 مليون درهم إماراتي،بتصميم أبدعه المهندس المعماري الشهير نيل برينس، ليغدو رمزاً للفخامة ويرسي معايير جديدة في عالم الضيافة بالمنطقة.
يحتفل فندق راديسون بلو ديرة خور دبي هذا العام بخمسين عاماً من التميّز في عالم الضيافة. ومنذ انطلاقه تحت اسم إنتركونتيننتال دبي، ظلّ هذا المعلم الأيقوني يجسّد روح الريادة التي تميّزت بها دبي، ويشهد على رؤيتها الطموحة في ابتكار مساحاتفندقية متعددة الاستخدامات ترتقي إلى أعلى المعايير العالمية.
يُعدّ فندق راديسون بلو ديرة خور دبي وجهة مميزة لعشّاق المذاقات الراقية، حيث يحتضن 12 مطعماً ومقهًى أصيلاً، يحمل بعضها إرثاً يزيد على أربعة عقود، مثل المطعم الفارسي الفاخر “شبستان” و”ذا بَب”. ويبرز من بين معالمه مطعم “فيشماركت” الشهير الذي يقدّم تجربة طعام استثنائية تجمع بين النكهات الطازجة والإطلالات الخلابة على الخور ورصيف القوارب الشراعية. عند افتتاحه، ضمّ الفندق ثلاثة مطاعم فقط، من بينها “النكودة”، وهو مقهى بسيط يتيح للزوار الاستمتاع بفنجانمن القهوة أو الشاي مقابل خمسة دراهم إماراتية فقط.
تنوع وتجديد
مع افتتاح مبنى “بلازا” عام 1980، اكتسب الفندق مساحة إضافية مكّنته من توسيع خيارات المطاعم والمقاهي، إلى جانب إنشاء بعضٍ من أوائل قاعات الاجتماعات والمؤتمرات في دبي. وقد شكّلت قاعة “بلازا بولروم” آنذاك أكبر قاعة احتفالات فيالمدينة، حيث استضافت فعاليات متنوعة، من حفلات إطلاق السيارات وعروض الأزياء إلى العروض المسرحية، مما رسّخ مكانة الفندق كوجهة رائدة للمناسبات الراقية. بفضل موقعها المتميّز، تمنح القاعة إطلالات بانورامية خلّابة على أفق دبي، ممايضفي عليها أجواء فريدة تنبض بالفخامة والسحر.
مع توسّع الفندق ليشمل مساحات مخصصة للبيع بالتجزئة، أصبح أول مشروع متكامل ومتعدد الاستخدامات في دبي آنذاك، مما عزّز مكانته الرائدة في قطاع الضيافة. ولم تكن الابتكارات بعيدة عن مسيرته، ففي عام 1985، حقق الفندق إنجازاً تقنياًبارزاً عندما فازت شركة IBM بعقد تركيب أول أجهزة كمبيوتر لفريق الاستقبال، مما أحدث نقلة نوعية في تسريع إجراءات تسجيل الوصول والمغادرة، ليكون بذلك في طليعة الفنادق التي تبنّت التحوّل الرقمي في المنطقة. وخلال التسعينيات، واصلالفندق ترسيخ ريادته، إذ احتفل بعيده العشرين بإطلاق أول نادٍ صحي يعمل على مدار الساعة في دبي، ليضيف بعداً جديداً إلى تجربة الرفاهية. وفي العام 1998، قدّم مفهوم برانش يوم الجمعة لأول مرّة في المدينة، وهو تقليد أصبح لاحقاً جزءاً أساسياًمن مشهد الضيافة في دبي.
دبي وجهة الأساطير والملوك
لطالما كان فندق راديسون بلو ديرة خور دبي عنواناً للفخامة والتميّز، مستضيفاً الملوك والرؤساء ورؤساء الحكومات، إلى جانب نخبة من نجوم الموسيقى والرياضة والسينما والتصميم. ومن بين أبرز الشخصيات التي أقامت فيه، جلالة الملكة إليزابيثالثانية، التي حلّت ضيفة على الفندق خلال زيارتها الرسمية إلى دبي عام 1979، في محطة تاريخية تعكس مكانة الفندق كرمز للضيافة الراقية. كما استضاف الفندق عدداً من الشخصيات المرموقة، من بينها الرئيس السوفيتي السابق ميخائيلغورباتشوف، وملك وملكة النيبال، والرئيس البولندي السابق ألكسندر كفاشنيفسكي، ورئيس وزراء ماليزيا السابق تون عبد الله أحمد بدوي.
على مر السنين، استقبل الفندق نخبة من الشخصيات البارزة في مختلف المجالات، من بينهم النجم العالمي برايان آدامز، وأسطورة كرة السلة كريم عبد الجبار، والمصممة الشهيرة بالوما بيكاسو، والنجمة آيشواريا راي، وعمران خان. كما شهد الفندقلحظة مسرحية مميزة، حيث قدّمت الممثلة ليز هيرلي أول ظهور مسرحي لها بين أروقته. وفي عام 1979، أضاف الفندق بصمة ثقافية إلى مشهد دبي الفني باستضافة مسرح العشاء البريطاني، الذي عزّز التنوع الثقافي وأسهم في ازدهار الفنونالمسرحية في المدينة.
بفضل موقعه الاستراتيجي بالقرب من مطار دبي الدولي، أصبح الفندق الوجهة المفضلة لشركات الطيران لاستضافة أطقمها. وكانت الخطوط الجوية البريطانية أولى هذه الشركات، حيث أبرمت عقدها مع الفندق عام 1976.
خلال الأشهر الـ12 القادمة، سيستضيف فندق راديسون بلو ديرة خور دبي سلسلة من الفعاليات والاحتفالات تكريماً لدوره الريادي في المراحل الأولى من نهضة قطاع السياحة في دبي. كما سيحتفي بالفريق الذي كرّس عقوداً من الخدمة المتميزةلضيوفه، ويكرّم المجتمع الذي جعله وجهته المفضلة على مر السنين، حيث باتت العائلات تحتفل بمناسباتها الخاصة بين أروقته، جيلاً بعد جيل.
وبهذه المناسبة، عبّر لحسن سعداوي، مدير الفندق، عن فخره بهذا الإنجاز قائلاً: “يشرفنا الاحتفال بهذا الفندق العريق وتكريم الإنجازات التي حققها على مدى العقود الخمسة الماضية. كما نأمل أن ينضم إلينا أفراد المجتمع في دبي لزيارتنا واستكشاففصلٍ مميز من تاريخ المدينة ودورنا في تشكيله، بينما نحتفي معاً بهذه المناسبة الاستثنائية.
COMMENTS