الرئيسيةمنوعات

مشروع دُبي لإعادة تأهيل السلاحف ينقذ سلحفاة صغيرة نادرة من نوع «السلاحف ضخمة الرأس»

مشروع دُبي لإعادة تأهيل السلاحف ينقذ سلحفاة صغيرة نادرة من نوع «السلاحف ضخمة الرأس»

تمكّن مشروع دبي لإعادة تأهيل السلاحف، الذي أطلقته جميرا، من تحقيق إنجاز جديد في مجال حماية الحياة البحرية، حيث نجح في إنقاذ سلحفاة صغيرة من نوع السلاحف ضخمة الرأس (كاريتا كاريتا) في وقت سابق من هذا الشهر، في واقعة نادرة تسلط الضوء على أهمية الجهود البيئية المستمرة في المنطقة.

يُعد العثور على صغار هذا النوع في الخليج العربي حدثًا استثنائيًا، إذ تشير سجلات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وآراء الخبراء المحليين إلى أن السلاحف ضخمة الرأس نادرًا ما تعشش في المنطقة، كما أن صغار هذا النوع لا يمكنها الوصول إلى مياه الخليج من خارج المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أن آخر عملية إنقاذ مماثلة لصغار السلاحف ضخمة الرأس ضمن المشروع كانت في إمارة أبوظبي عام 2016.

ويعزز هذا الاكتشاف الحاجة إلى توسيع نطاق عمليات المراقبة البيئية، بهدف التحقق مما إذا كانت السلاحف ضخمة الرأس بدأت في التعشيش في الخليج العربي، وذلك رغم عدم توفر أدلة مؤكدة حتى الآن على وجود مناطق تغذية ثابتة لهذا النوع في المياه الإقليمية لدولة الإمارات.

وفي تعليقها على أهمية عملية الإنقاذ، قالت باربرا لانج لينتون، مدير الأكواريوم في جميرا برج العرب ورئيس مشروع دبي لإعادة تأهيل السلاحف: “يمثل هذا الاكتشاف خطوة كبيرة في جهود الحفاظ على السلاحف البحرية في المنطقة. فعلى الرغم من معرفتنا بزيارة السلاحف ضخمة الرأس البالغة لمياه الخليج العربي من حين لآخر، لم يكن لدينا دليل واضح على وجود أماكن تعشيش أو تغذية لهاحتى الآن. لكن العثور على سلحفاة صغيرة من هذا النوع يؤكد أنها تتكاثر بالفعل في مياه الخليج. يأتي هذا الاكتشاف بعد العثور على أول عش للسلاحف البحرية الخضراء في إمارة أبوظبي العام الماضي، رغم وفرتها في المنطقة وعدم توثيق أي تعشيش لها هناك من قبل. وبما أن السلاحف البحرية تتمتع بسلوكيات بيولوجية معقدة للغاية، لا يزال هناك الكثير لنعرفه عن أنماط هجرتها وعادات تعشيشها في هذه المنطقة. كل اكتشاف جديد كهذا يساعدنا على فهم أعمق لدورات حياتها في الخليج العربي، مما يمكننا من توجيه جهود الحفاظ عليها بشكل أكثر فاعلية”.

يُكمّل هذا الاكتشاف الجهود المستمرة في حماية السلاحف البحرية، حيث عُثِر على السلحفاة البحرية الصغيرة ضخمة الرأس عالقة في محمية جبل علي البحرية، ويُقدر عمرها بين 7 و9 أشهر. وستتلقى السلحفاة علاجاً أولياً في مرَبى الأحياء المائية في فندق جميرا برج العرب، ثم تُنقَل إلى ملاذ إعادة تأهيل السلاحف في فندق جميرا النسيم لتلقي رعاية مخصصة حتى تتعافى في البحيرة المخصصة لهذا الغرض قبل إطلاقها مرة أخرى إلى موطنها الطبيعي، كما تجري العادة في جميع عمليات الإنقاذ التي ينفذها مشروع دُبي لإعادة تأهيل السلاحِف.

جدير بالذكر أن مشروع دُبي لإعادة تأهيل السلاحِف، وهو مبادرة أطلقتها جميرا في إطار التزامها بالحفاظ على الطبيعة، أنقذ 103سلحفاة منذ مطلع يناير لعام 2025، مع استمرار إنقاذ المزيد من السلاحف يومياً. وغالباً ما تكون السلاحف التي يتم إنقاذها من صغار السلاحف صقرية المنقار التي تواجه أول شتاء لها، ويتراوح وزنها ما بين 150 إلى 400 جرام. وتكثر عمليات إنقاذ السلاحف في هذا الوقت من العام لأن السلاحف البحرية – مثل الزواحف الأخرى – لا تستطيع تنظيم درجة حرارة جسمها. وفي أشهر الشتاء عندما تزداد برودة المياه، يقل نشاط السلاحف، مما يَجعل الصغار عُرضة للمرض. وعند اشتداد الأمواج، تنجرف السلاحف إلى الشاطئ حيث تعجز عن العودة إلى المياه مرة أخرى. ودعا مشروع دُبي لإعادة تأهيل السلاحف كل من يرصد سلاحف بحرية عالقة أو مُتضررة أو مُصابة من المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة الإبلاغ عنها فوراً لاتخاذ الخطوات اللازمة لتقديم الرعاية لها في مرافق مشروع دُبي لإنقاذ السلاحِف، كما يمكن الحصول على نصائح حول الطريقة المثلى لرعاية السلاحف خلال انتظار وصول فريق الإنقاذـ، وذلك بالتواصل مع المشروع على الرقم المباشر المجاني المُخصص –800TURTLE (800 887853). وفي حالة عثور رواد الشواطئ على سلحفاة بحرية مُصابة أو عالقة، ينصح المشروع بإخراج السلحفاة من الماء ولفها بمنشفة مبللة، مع ضرورة تجنب إزالة أي كائنات دقيقة أو برنقيل أو محار على جسمها، لأن القيام بذلك قد يسبب ألماً ومضاعفات صحية لها.

يُدار مشروع دُبي لإعادة تأهيل السلاحِف بالتعاون مع مكتب حماية الحياة البرية في دبي، مع إجراء الفحوصات المعملية اللازمة في مختبر أبحاث الطب البيطري المركزي. ونجح المشروع منذ إطلاقه في عام 2004، في العثور على 2196 سلحفاة وإعادة تأهيلها، ورعايتها، وإطلاقها مرة أخرى إلى موطنها الطبيعي، ومنها 89 سلحفاة تخضع للتتبع بالأقمار الصناعية. وقد تم تتبع إحدى هذه السلاحف خلال رحلة هجرتها حتى تايلاند. وفي كل مرة يتم العثور فيها على سلحفاة مريضة أو مُصابة، يقدم الخبراء المختصون في المشروع الرعاية اللازمة لها حتى تتعافى وتصبح مستعدة للسباحة في المياه المفتوحة مرة أخرى.

COMMENTS