الرئيسيةمنوعات

تحولٌ يرسم أفق المستقبل . . التنس آخر مستجدات مسيرة نمو قطاع الرياضة في السعودية

تحولٌ يرسم أفق المستقبل . . التنس آخر مستجدات مسيرة نمو قطاع الرياضة في السعودية

انتشرت رياضة التنس بشكل مُذهل بين جماهير الرياضة في المملكة العربية السعودية التي سطع نجمها كأسرع الدول نمواً في عالم الرياضة، وأثبتت مكانتها كمركز عالمي للرياضة، ومحلّي للأنشطة والعروض والفعاليات الكبرى.

وبات واضحاً أن الألعاب الرياضية بتنوّعها من ألعاب القوى وكرة القدم وسباقات الفورمولا 1 إلى الملاكمة وكرة السلة والجولف، تقود عمليات تحول اجتماعي واقتصادي غير مسبوق في إطار رؤية المملكة العربية السعودية 2030، فالرياضة بالعمم تُثري الحياة، وتعزز الرفاهية، وتوفر عالماً جديداً من الفرص، وتمهد الطريق أمام أجيال من الشباب لاكتشاف المواهب، ومتابعة الأحلام وتحقيق الإمكانات.

وتُعد التنس من الألعاب المؤثرة في تطور قطاع الرياضة بالمملكة مع نمو شعبيتها الكبير بين الجماهير على المستوى الوطني، لتشكل الإضافة المُلهمة على ألعاب الأندية والملاعب والحلبات.

ومنذ استلام أريج مطبقاني لمنصب رئيسة الاتحاد السعودي للتنس في عام 2021، وهي تقود جهود الاتحاد لتنمية هذه الرياضة على جميع المستويات، ووضع أقوى أسس الازدهار للعبة التنس ولجميع المشاركين فيها.

وتطمح مطبقاني ببناء مشهد رياضي نابض بالحياة للاعبي التنس الناشئين. انطلاقاً من أن الشباب هم الأمل في المستقبل المزدهر، وأن نسبة الشباب تحت سن 30[1]  عام يشكلون 63% من مواطني السعودية الذين يزيد عددهم عن 32 مليون نسمة، ونسبة المشاركة الرياضية على مستوى البلاد بلغت 50% حتى الآن، مما يزيد إصرار مطبقاني على أن فرص الشباب في المملكة مفتوحة أمام رياضة التنس.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت: “تتمحور استراتيجيتنا حول رعاية اللاعبين الشباب، وتطوير البنية التحتية، والاستثمار في المبادرات الشعبية، لأن الشباب هم مفتاح نجاح أي رياضة على المدى الطويل. وإننا على الطريق الصحيح بكل تأكيد إذ نشهد ازدياد كبير في الاهتمام والمشاركة مما يؤكد على نجاح استراتيجيتنا”.

وتدعم تصريحات مطبقاني الإحصائيات المتألقة للعبة التنس إذ باتت المملكة تضم اليوم 177 نادٍ للتنس، بزيادة 146% منذ عام 2019. حيث ارتفع عدد اللاعبين المسجلين في السنوات الأربع الماضية، بنسبة 46% ليصل إلى 2300 لاعب، وعدد اللاعبين تحت سن 14 عاماً بنسبة 100% من 500 إلى ما يزيد عن 1000 طفل.

كما يَعقد الاتحاد السعودي للتنس 40 بطولة وطنية سنوياً، بما فيها استضافة ثلاث منافسات لجولة الناشئين من بطولة الاتحاد الدولي للتنس في العام الماضي، والتي كانت بمنزلة عودةً لفعاليات البطولة منذ موسمها الأول في عام 2021. وهذه الأرقام هي مجرد البداية ونترقّب الارتفاع المؤكد لهذه الأرقام مدعوماً بمسيرة التطور الرائدة التي يشهدها قطاع الرياضة في المملكة.

وأضافت مطبقاني: “اتخذنا خطوات مُلهمة لدعم نمو هذا القطاع، كان من بينها إضافة التنس إلى مناهج التربية البدنية في المدارس بوقت سابق من هذا العام”.

وأطلق الاتحاد السعودي للتنس بالتشارك مع الاتحاد السعودي للرياضة للجميع، برنامج “التنس للجميع” في عام 2022، وهو برنامج جماعي تشاركي لمدة 16 أسبوع يهدف إلى تعريف جيل جديد من عشاق الرياضة بلعبة التنس، وقد استقطبت نسخته الأولى في العام الماضي 13 ألف مشترك، على أن يصل البرنامج إلى رقم أعلى بكثير في نسخته القادمة لعام 2023.

وتم إدراج برنامج “التنس للجميع” في أبريل الماضي بمناهج وزارة التربية والتعليم وتطبيقه عبر 90 مدرسة عامة، وقام الاتحاد بتدريب 170 معلم تربية بدنية ليتمكنوا من تقديم دروس ذات كفاءة عالية وفعالية كبيرة. وتضاعفت المشاركة بما يقدر بنحو 30 ألف مشارك. وبكل تأكيد، إنها بداية الطريق أمام المخططات الكبرى التي تنتظر تنفيذها في السنوات المقبلة.

وأضافت مطبقاني: “تستهدف خطتنا الحالية لعام 2024 الوصول إلى 200 مدرسة، على أن تصل إلى 400 مدرسة بحلول عام 2025. ومن المؤكد أن تحقيق هذا الهدف سيدعم النمو المستدام لهذا القطاع ويساهم في إطلاق المزيد من أكاديميات التنس وبناء عدد كبير من مراكز التنس الوطنية. نمتلك اليوم فريق من الخبراء في هذه اللعبة مكوّن من 505 مدرب مختص، و182 موظف، وسنعمل على توفير المزيد من الفرص. ونرى أن تحقيق هذه الأهداف هو على نفس قدر أهمية إطلاق الفعاليات والأنشطة الاحترافية”.

وتأكيداً على أهمية المملكة العربية السعودية كحافز كبير للتحول الرياضي في المنطقة، ستستضيف أول فعالية احترافي للتنس على الإطلاق، نهائيات بطولة الجيل القادم لرابطة محترفي التنس المقدمة من نيوم، وهي بطولة عالمية حديثة ومبتكرة تضم نخبة من أفضل اللاعبين في العالم عن الفئة العمرية 21 عام أو أقل، وتقام في مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة في الفترة من 28 نوفمبر إلى 2 ديسمبر. وتُمثّل الفعالية التاريخية التي حظيت باعتماد رابطة محترفي التنس واستضافة الاتحاد السعودي للتنس، انطلاقة مُبشرة لعقد يمتد خمس سنوات يستقطب خلالها نخبة من مواهب التنس العالمية الشابة إلى المملكة.

من جانبه، قال عمار الحقباني، لاعب التنس الأول في المملكة العربية السعودية، الذي تدرّب وتنافس ضد بعض اللاعبين الثمانية المتأهلين إلى نهائيات الجيل القادم لرابطة محترفي التنس: “تطورت لعبة التنس بشكل مُذهل في المملكة العربية السعودية وكان لنموها أثراً استثنائياً لدى جماهيرها في السنوات الأخيرة، وأنا محظوظ لكوني جزءً من هذا التطور. إن انطلاقة أول بطولة معتمدة من رابطة محترفي التنس في المملكة هي خطوة كبيرة على طريق تطور هذه اللعبة. وأنا على ثقة مما سيجلبه أفضل اللاعبين الشباب القادمين من مختلف أنحاء العالم إلى جدة، من الإلهام للأجيال القادمة من السعوديين للسير على خطاهم، وحث المواطنين على حضور هذه التجربة بشكل مباشر”.

ولتسليط الضوء بنظرة عامة على مستقبل قطاع الفعاليات الرياضية في المملكة العربية السعودية، نرى أنه يسجل نمواً سنوياً بنسبة 8% ومن المتوقع أن يبلغ 3.3 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2024 بزيادة 1.2 مليار دولار أمريكي عن 2.1 مليار دولار أمريكي تم تسجيله في عام 2018[2]. وسيتم تخصيص استثمارات كبيرة في الفعاليات تبلغ قيمتها 2 مليار دولار أمريكي لدعم نمو الرياضة بحلول عام 2024.

تُسلط بطولة نهائيات الجيل القادم لرابطة محترفي التنس الضوء على فرص النمو في المملكة، ومن المؤكد أنها ستستقطب شريحة هائلة من المعجبين وتجذب الشباب وتوحد جماهير الرياضة، وهي أول الغيث أمام العديد من الفعالية القادمة.

واختتمت أريج مطبقاني، رئيسة الاتحاد السعودي للتنس: “نترقب أن تنال لعبة التنس حصة كبيرة بين الفعاليات الرياضية المستقبلية في المملكة العربية السعودية، وهذه البطولة هي أولى بطولات التنس الاحترافية التي ننظمها. وننتظر بفارغ الصبر أن نُرحّب بعشاق التنس القادمين من جميع أنحاء المملكة العربية السعودية وخارجها لمتابعة المباريات الحماسية، وتجربة ما تصحبه من الابتكار والمتعة إلى جدة”.

COMMENTS