الرئيسيةمنوعات

اعتماد «قنوات الاتصال الفعالة» يؤدي إلى استجابة أفضل لدى المجتمع السعودي في قضايا المناخ

اعتماد «قنوات الاتصال الفعالة» يؤدي إلى استجابة أفضل لدى المجتمع السعودي في قضايا المناخ

كيفية التواصل بشأن القضايا البيئية في المملكة العربية السعودية يعتبر أولوية لحل مشكلات تغير المناخ كما أشار خبراء من القطاعين العام والخاص وممثلي جهات إعلامية خلال منتدى افتراضي عقد ظهر أمس تحت عنوان التواصل في القضايا البيئية: ما هي القنوات و المواضيع الأكثر فاعلية في المملكة العربية السعودية؟.

القنوات الأكثر فاعلية

ناقش الحدث الذي عقد عبر الإنترنت الذي استضافته وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية (MEWA) والسفارة البريطانية في الرياض القنوات الأكثر فاعلية للتواصل مع جميع شرائح المجتمع ومواضيع المناخ التي تثير اهتمام السكان. بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه الإعلام السعودي في توعية المجتمع بقضايا المناخ، وكيف يمكن للمرأة أن تساهم في زيادة الوعي، وكذلك الموضوعات البيئية التي تلقى أفضل استجابة بين السكان.

مشكلة حقيقة تؤثر على الجميع

خلال افتتاحه المائدة المستديرة الثالثة قال نائب سفير المملكة المتحدة لدى المملكة العربية السعودية ريتشارد أوبنهايم: “تغير المناخ مشكلة حقيقة تؤثر علينا جميعًا. نحن بحاجة إلى بناء الوعي بهذه القضة والعمل معًا على اتخاذ الإجراءات الضرورية للحد من الآثار الضارة لتغير المناخ عن طريق تقليل انبعاثات الكربون واستخدام التقنيات الحديثة. تتطلع المملكة المتحدة إلى استضافة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP26 في جلاسكو في نوفمبر من هذا العام. كما أن إعلان صاحب السمو الملكي ولي العهد مؤخراً عن إطلاق مبادرة السعودية الخضراء زاد من حماسنا للعمل مع المملكة العربية السعودية لتقديم رؤية لمستقبل أكثر اخضرارًا.

نهج تواصل شامل ومتنوع

شدد المتحدثون في المائدة المستديرة على الحاجة إلى نهج تواصل شامل ومتنوع لإشراك جميع فئات المجتمع في قضايا تغير المناخ في المملكة العربية السعودية. كما أن التركيبة السكانية التي يشكل فيها اللأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 54 عامًا ما يعادل 50 في المائة من السكان وهي قوة قادرة على تحقيق التغيير المطلوب.

بناء الوعي حول تغير المناخ

تأتي هذه المائدة المستديرة الثالثة كجزء جزء من حملة #معا_لأجل_كوكبنا التي أطلقتها السفارة البريطانية في الرياض والتي تهدف إلى بناء الوعي حول تغير المناخ والحاجة الملحة للعمل في الفترة التي تسبق مؤتمر الأطراف 26 (المؤتمر السادس والعشرون للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ) والذي سيعقد في نوفمبر 2021 وسيجمع قادة العالم ومندوبين عن عدة جهات وخبراء المناخ ومفاوضين للاتفاق على عمل منسق للتصدي لتغير المناخ. وهي المائدة المستديرة الثالثة عقب المائدة المستديرة الافتراضية الافتتاحية والتي ناقش فيها الخبراء “إعادة الاستخدام وإعادة التدوير: أثر البلاستيك في الطبيعة” والمائدة المستديرة الافتراضية الثانية التي عقدت تحت عنوان “التواصل بشأن تغير المناخ: رفع الوعي بتغير المناخ وتشجيع العمل المناخي”

 

انضم إلى  نائب سفير المملكة المتحدة لدى المملكة العربية السعودية ريتشارد أوبنهايم ستة متحدثين وهم:

الدكتور عبدالله بن سليمان البريكي أستاذ علم البيئة المشارك ومستشار وزارة البيئة والمياه والزراعة الذي قدم دراسة حالة لحملة “لنجعلها خضراء” وضح كيف يمكن لحملات الاتصال الحكومية تحفيز العمل المناخي لدى الجمهور وقال: “انطلقت حملة لنجعلها خضراء من قبل معالي وزير البيئة والمياه والزراعة بتاريخ 2020/10/10 بهدف زراعة عشرة مليون شجرة وذلك بمشاركة فروع الوزارة والقطاعات الحكومية والأهلية والقطاع الثالث والجمعيات ذات الصلة بالقضايا البيئية. حظيت الحملة بتأييد عالي انعكس بحجم القطاعات المشاركة، واختتم الموسم الأول من الحملة في فصل الخريف بزراعة أكثر من 6 ملايين شجرة محلية.  توقفت الحملة أثناء فصل الشتاء ثم عاودت أعمالها في بداية فصل الربيع 21 مارس من هذا العام لتحقيق أهدافها كاملة. تعمل وزارة البيئة والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي مع جميع الشركاء من أجل استدامة بيئية لوطن أخضر.”

الدكتورة ماجدة محمد أبوراس مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية البيئة السعودية (SENS) ناقشت دور المرأة في مواجهة التغيرات المناخية وقالت: ” يعد سلوك الأفراد جزءًا أساسيًا من مشكلات البيئة والمناخ فالتلوث البيئي لا ينتج من التقدم التقني والتكنولوجي فحسب وإنما من الأنشطة الإنسانية التي لا تراعي متطلبات حماية البيئة. إن مشكلة التلوث البيئي هي مشكلة وثيقة الصلة بأنماط السلوك تجاه البيئة والقصور في إدراك قضايا البيئة والوعي بها. لذلك يجب الاهتمام بالبعد السكاني للحد من مشكلة تغير المناخ وخاصة المرأة لما لها من دور مهم في حل هذه المشكلة فعندما تعي المرأة أهمية الموارد التي تستخدمها الأسرة سيكون لذلك تأثيرًا كبيرًا على البيئة.”

بينما ناقش رئيس وكالة الأنباء السعودية الدكتور فهد آل عقران  دور وسائل الإعلام في تقديم رسائل توعوية بقضايا البيئة وقال: “للإعلام دور كبير وضروري فيما يتعلق بتنمية الوعي البيئي لدى الأفراد والمجتمعات، حيث برز خلال العقود الأخيرة الدور الإعلامي وما له من قوة تأثير كبيرة في الجانب التوعوي بضرورة الحفاظ على البيئة والحث على انتهاج أسلوب حياة يحافظ على الموارد الطبيعية، ونتيجة لذلك ظهر فرع متخصص من الإعلام، وهو الإعلام البيئي بهدف خدمة القضايا البيئة، لتسليط الضوء على المشكلات البيئية وآثارها والتوعية بأخطارها.”

أما نور أسامه نقلي، مساعد رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز فتحدثت عن مستقبل المبادرة السعودية الخضراء وتأثيرها على الأجيال القادمة، وكيف تحولت المملكة العربية السعودية الرائدة في إنتاج النفط إلى الاستدامة وأصبحت أكثر وعياً تجاه تغير المناخ والبيئة من خلال مشاريع مختلفة وقالت: “بصفتها منتجًا عالميًا رائدًا للنفط ، تعمل المملكة العربية السعودية على تعزيز طموحاتها في مكافحة تغير المناخ. قوبلت المبادرة الخضراء السعودية التي أعلن عنها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بترحيب حار وحماس من الجميع. نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا وأكثر اخضرارًا.”

عبدالرحمن بن سليمان الطريري كاتب ومحلل سياسي، كتب في عدة صحف سعودية وعربية ويمثل صحيفة عكاظ في المؤتمر، تحدث عن دور الإعلام في التوعية المناخية، والموضوعات التي تبني أفضل استجابة من حيث الوعي لدى المجتمع السعودي وقال :” لقد كان عام 2020 فترة تأمل أدت إلى إدراك خطورة قضايا تغير المناخ وزيادة الاهتمام بها فالحفاظ على البيئة مسوؤلية جماعية، ومن هنا تأتي أهمية مبادرة السعودية الخضراء التي أطلقها صاحب السمو الملكي ولي العهد. لذلك يجب التركيز على الإعلام البيئي الذي يتحمل مسوؤلية قيادة الوعي الجماعي بهذه القضايا الخطيرة، كما يجب على الإعلاميين أيضاً مواكبة التطورات الحديثة من خلال استخدام محتوى بصري يتناسب مع الأجيال الحالية.”

سعد القاسم مؤسس جدة الآن تحدث عن قنوات الاتصال الأكثر فعالية لبناء الوعي بالمناخ في المجتمع السعودي قائلاً:” إن لوسائل التواصل الاجتماعي أهمية كبيرة في زيادة الوعي بقضايا المناخ، فيوجد في المملكة العربية السعودية 27 مليون مستخدم نشط على وسائل التواصل الاجتماعي كما يقدر معدل دخول للفرد إلى وسائل التواصل الاجتماعي بـ 260 دقيقة يوميًا بالإضافة إلى أكثر من 26 مليون مشترك على منصة يوتيوب وحدها. كل هذه الاحصاءات تفرض على الإعلاميين ضرورة اتخاذ توجهات جديدة للتواصل مع المجتمع بشكل فعال. كما أن الأفلام الوثائقية ووسائل الإعلام التقليدية هي حجر الأساس في بناء الوعي البيئي في المجتمع لأنها المرجع الذي يبقى راسخًا في أذهان الجماهير فالكثير من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي تزول بعد 24 “

COMMENTS